كلمة سيادة المطران باسيليوس منصور

mjoa Saturday December 13, 2008 468

أنا لم أكتب كلمة مبرمجة في نص تتتالى فيه الأفكار كما فعل الأخوان الحبيبان، فاقتبصت بعضاَ من أفكاري بناءَ على ما ورد في كلمتيهما، بداية لا بدّ من الترحيب بالجميع، وبعده التشديد على ذكرى تضفي على مؤتمرنا هذا خشوعاَ ألا وهي ذكرى المطران بولس الذي بالفعل كان أسقفاَ كما قال القديس أغناطيوس “بوجوده توجد الكنيسة”.

 

وهنا أقول تعليقاَ بسيطاَ على “حيث يكون الأسقف تكون الكنيسة”، إنّ الّذي لا يكون على مثال أغناطيوس الانطاكي وبولس الرسول وبولس بندلي لا يمكن أن تكون الكنيسة حيث يكون ، فكلّهم أعطوا حياتهم للكنيسة. تذكروا كم كان وديعاَ طيّباَ معيناَ للفقراء، وبالرغم من الديون الموجودة حالياً فإنّ المطران بولس حقيقة لم يترك ديناً عليه لأشخاص، فالجميع كانوا يدركون محبته ووداعته، كان لا يحسب حساباَ لا للموازنات ولا للمؤسسات لأنّ الإنسان كان عنده في المرتبة الأولى، هذا هو سبب دينه الأول ولكن بصلواته وشفاعاته سنجتاز هذه المرحلة وهذه الديون. ولهذا المطران بولس بندلي يعتبر النجاح بحسب مقاسات الانجيل وليس بمقاسات هذا العالم.

 

لا بدّ من التأكيد أنّ همّه كان الرعاية في الكنيسة والحفاظ على أبنائها في حظيرة الايمان المستقيم وهو ما جعله ينقل اهتمام الحركة الى عكار، أنا أعرف أنّه كان يتألم كثيراَ لأنّ الحركة كانت بلا رعاية في عكّار وهو وعى أهميّة وجود الحركة كأهم مقومات وجود الكنيسة، فإن أراد الاسقف الاهتمام بالكنيسة فعليه أن يوجِد الحركة فيعاونوه في عمله وينقلون الايمان إلى كلّ الرعايا والناس كما انتم تفعلون،  فالحركيين يحملون عنه بعضاُ من همّ الرعاية والنشاطات والتعليم.

 

المطران بولس علّمني الوعي عن أهميّة وجود الحركة ووجود الحركيين الّذين يعيشون كلمة الانجيل بين الناس ليتعلّموا من أعمالهم كما ذُكر “ليروا اعمالكم ويمجدوا أباكم الذي في السموات”، من هنا أهميّة وعي الحركيّين للاهتمام بالكنيسة وتسليمهم المهمة ( ليس حسناَ ان نترك كلمة الله لنخدم موائد)، لذا عليكم أن تكونوا واعين جداً لكي لا تكونوا في يوم من الأيّام عثرة في درب أسقف أو كاهن يعمل لخدمة كلمة الله، عليكم أن تدرسوا كل رؤية اذا كان فيها خلق جديد، فلا أنت ولا الأسقف ولا الكنيسة يمكننا أن نكون ناموسيين، هذا الوعي يجعل الحركة متجددة ويجعلها ثوريّة أو تحتضن ثورة دائمة، فالحركة ثوريّة عندما تتزاوج الأفكار مع الكنيسة ليبقى مشعل التأسيس والميلاد ينير دائماَ، فالحياة مع الله لا تحمل التكرار بل التجدد.

 

كان المطران بندلي واسع الرؤية، فما ميّز بين أبيض وأسود، لا أحول ولا أصلع… بالنسبة إليه الكلّ على صورة الله ومثاله، أقواله لا تتغيّر في المواقف المتشابهة مهما اختلفوا الأشخاص وتنوّعوا.

 

“لا تطفئوا الروح” كانت كلمات لا تفارق هقاه ولا أعماله، فكان يرحّب بكا عمل في الكنيسة بل كان يساعد به ويقوم بتصويبه، لذا أطلب منكم أن تكونوا أناساً لطفاء وودعاء مع جميع من يعمل في حقل الكنيسة مهما كبرت أو صغرت خدمته فيها، لا يجب أن نحتكر العمل في الكنيسة بل علينا التعاون مع الجميع ولكن عليكم أن تعملوا كثيراً باجتهاد فتقضوا الوقت في خدمة الكنيسة حتى يشعر الجميع  أنّهم ليسوا بحاجة الى أحد آخر ليعمل غير الحركة، وهذه مسؤليتكم وأنا أرفعها عن كاهلي.

 

أتمنّى التشديد على أن يكون التعليم حول الفرح السماوي وفرح القيامة والنور، فالأناشيد التي تبعث بالهمّ والحزن لدى المسيحي علينا أن نتركها، يجب أن لا نترك لدى الناس سوى همّ واحد وهو بأننا يجب أن نحب يسوع المسيح والثالوث الأقدس كما أحبنا الثالوث الاقدس ويسوع المسيح، ايماننا المسيحي هو ايمان فرح، بهجة، سرور وسعادة، “هذه كلها جعلها الله لنتمتع بها”، علينا تقبّل كل الأشياء بفرح ولا تستسلموا للشر الّذي يقول عنه بولس الرسول إنّ الشر يكمن في أفكارنا، هذه مهمّة من مهمّات الحركة في عكار و غيرها. لا تخافوا فنحن أولاد يسوع وبالتالي أولاد الملك، لا تتّكلوا على قواكم بل على ما يزرعه الله فيكم فهو يساعدكم من حيث لا تدرون.

 

أريد أن أختم حديثي بأننا مجتمعين باسم يسوع ولنرجو أن يثمر فينا الروح القدس الثمار التي أرادها المطران بولس أن تثمر في هذه الأبرشية، قواكم الله في عملكم وجعلنا جميعاً من عداد خرافه علّنا نهيّء قلوبنا مغارة لاستقباله فيتفاعل فينا لنصل جميعاً إلى فرح القيامة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share