كلمة الارشمندريت انطونيوس الصوري في خدمة تنصيبه رئيسًا لدير بكفتين

mjoa Monday June 27, 2011 444

صاحب السيادة قُدس الاباء جميع الاخوات الراهبات أيها الاحباء جميعاً إنها لحظات مؤثرة جداً لي, لأني أعرف ذاتي غير مستحق ولكن الله الذي يعرف ما هو مناسب لكنيسته قد أراد بإختبار صاحب السيادة راعي هذه الأبرشية أن ينتدبني لخدمة هذا الدير وهذه الرعية وعلى رجاء أن يمتلئ هذا الدير بالمسيحيين لله والمرتلين له في قلوبهم وأصواتهم ومسيرة حياتهم.

لا شك أن الحياة الرهبانية هي حياة غريبة بالنسبة لهذا العالم لانها وجدت لتقول لهذا العالم وأهله أنه ليس لنا هنا مدينة. ما قيمة الحياة أيها الاخوة إذا لم يكن يوجد بعدها حياة. إذا كنا قد وجدنا للموت فبئس الحياة ولكن إذا خلقنا لنحيا الى الابد فلا بدّ لنا أن نكتشف السبيل ونعرف الطريق ومتى وجدناه علينا أن نتمسك بها بكل قوانا. لا شكّ أننا جميعاَ في الضعف، جميعاَ في التشوش والاضطراب ولكن الذي يذوق نعمة المغذّي يفهم أن هذه الحياة ما هي إلاّ نذر يسير من عظمة فرح محبة الله.

أنا الصغير بينكم والاحقر ولكن الله يختار ما هو لا شيء ليصنع مشيئته حتى يكون فضل لنعمة الله لا للإنسان، لأجل ذلك أيها الاحباء بصلوات أبينا القديس وجميع الكهنة والرهبان والراهبات، رجائي كبير وقلبي فرح ومرتاح أما الرب فقد وضع يده في هذا الدير وفي هذه المنطقة، ولا بدّ لثمار الروح أن تثمر.

كلنا خطأة ولكن علينا أن نسعى لتنقية أنفسنا من أهوائنا. الخلافات بين البشر تتأتى من الانانية، لا شيء في هذا العالم سوى الانانية والكبرياء يجعل البشر يتخاصمون. هذا هو أصل الشرور، هذا أصل الحدث، جهاد الرهبان هو جهاد التخلي عن الذات من أجل التواضع. طريقنا في هذا الدير أنا وأخي جورج هو طريق هجوم وبكاء، هو إتحاد مستمر من مصر الى أرض الميعاد، علّنا قبل مغادرة هذا العالم نلج مع يسوع الى ملكوت الله وإلا تكون حياتنا سدى.

رجائي بأن أستطيع بنعمة الله مع الاخوة الذين معي في هذه البلدة وهذه المنطقة أن نتعاون حتى يصبح هذا الدير مركزاَ لنشر نور المحبة ونور المسيح لنشر حقيقة.

ان الحياة هي ان نعطي ما لدينا حتى نخرج من ذواتنا ، حينئذ يستطيع الرب أن يسكن فينا. رجائي أن يهبني الرب بصلوات ابائنا القديسين وجميعكم أن أرعى هذه الرعية حتى اصل وإياهم الى ملكوت الله لئلا نلبث خارج خدر المسيح أطلب صلواتكم ودعائكم ومحبتكم. وليبارك الرب حياتنا أجمعين بشفاعة والدة الاله شفيعة هذه المنطقة وهذا الدير آمين.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share