ظهور المسيح

mjoa Thursday December 12, 2013 199

في هذا المقطع من الرسالة إلى أهل كولوسي، كـلمة ظهـور المسيـح تـدلّ على مـجـيئـه الثاني. هو سيظهر في المجد في اليوم الأخير. بسبب مـن هـذا الهدف يطلب الرسول إمـاتـة الأعضـاء، وهـو لا يقـصد بها أعضاء الجسد اذ كيف تـُـمات دون أن يمـوت الإنسـان كـلـه. هـو يعـدد فـي طـور أوّل من حديثه رذائل معظمها “جسدية” (الزنى، النجاسة). ولكنـه يـذكـر أيضا شهـوة غـيـر جـسديـة، “الطمـع”، ويصفـه عبـادة وثن. المال سُمّي وثنا لأنه إله كاذب ولكنـه معبـود.

 بسبب من هذه الـرذائل يُنــذر بـولـس القـُرّاء على أن غضب الله يأتي على أبنـاء العصيان. ويُذكـّر المؤمنيـن بأنهم في وثنيتـهم سلكوا هكذا. أما بعد إيمانهـم ومعمـوديتـهم فيجب أن يطـرحـوا عنهم الغـضب والسخط والخبــث والتجـديـف والكـلام القـبيـح (الشتـم والمسبـّات). في هذا ينتـقـل بـولـس من الرذائـل التي يرتكبها الناس بصورة واضحة وليس فقـط بالفكر. وخطيئة الفكـر وخطيئـة العمل واحد لأن الإنسان واحد وكل عمل سيء أو صالح يصدر من القـلـب، ولذلك يُـلـحّ الإنجيـل على تـنقـيـة القـلـب.

وأخيرًا يقول بولس: “لا يكذب بعضُكم بعضا” لأن كـل أخ مـن الإخـوة لـه الحق في معـرفة الحـقيـقـة ولأن الكـذب يأتـي من الخـوف. الإنسان الكـاذب يـريـد أن يستـُـر عمـلا سيئـا ارتكبـه لأنـه يخـاف على صيتـه او مصلحتـه، لأنـه يـربـح في هذا العـالم من الكـذبـة التي يقـتـرفـها.

إزاء الكـذب يقـول: “اخلعـوا الإنسان العـتيـق مع أعماله (أي هذا الذي كنتم فيه قبل معموديتكم)، والبسوا الانسان الجديد”. “يا جميع الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح لبستم”.

الانسان الجديد هو الذي يكوّنـه المسيـح فينـا (بالإيـمان والمعمـوديـة)، وهذا يتجـدد للمعـرفـة أي لمـعـرفـة المسيـح ويصيـر هكـذا على صورة خـالـقـه، واذ ذاك “ليـس يـونانيّ (أي وثنيّ) ولا يهـوديّ”. وهـذان كان يكـره أحدهما الآخــر. وبعـد المسيـح لا كـراهيـة، ومن كـان وثـنـيـا أو كـان يهـوديـا يصيـران واحـدا في المسيـح يسوع.

كذلك لا يبقى مِـن فَـرق بيـن أهل الختـان وأهـل القَـلَـف ويعـني الـذين كـانـوا وثـنـييـن. أيضا لا فـرق بيـن بـربـريّ ولا إسكيثيّ. البربريّ من لم يكن يـونـانـيـا. والإسكـيـثـي يـدلّ عـلى شعـب في شرقيّ أوربـا.

كذلك يزول الفرق بين العبد والحُرّ لأنهما كليهما في الكنيسة، ويصبح المسيح لنا كل شيء أيا كان أصلنا، ولكل واحد منا هو كل شيء.

 

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share