
في الدير فُرِزَ القدّيس لخدمة الموائد فأبدى طاعة وتواضعًا فائقَين في خدمة الإخوة. بعد سنتين من الجهاد المبارك أخذ النذور الرهبانيّة. لمّا رقد أبوه، عمدت أمّه إلى اقتبال الحياة الرهبانيّة فيما تزوّجت أخته لتصير أمّ الإمبراطور نيقيفوروس فوقاس. أمّا ميخائيل فاقتسم الميراث وأخوه قسطنطين وسلّمه إلى أبيه الروحيّ الذي وزّع نصفه حسنات واستعمل الباقي لتوسيع الدير. نال بعد ذلك البركة ليخلد إلى السكون فنسك على صخرة قريبة من الدير في العام 918م. كان يمضي خمسة أيّام من الأسبوع على الصخرة ويعود إلى الدير يومَي السبت والأحد. بعد أربع سنوات دخل إلى البرّية الداخليّة وأقام هناك سنتين في إمساك شديد لا يتناول من الطعام إلاّ الخبز الجاف الذي كان يأتيه به أحد القرويّين. ومن هناك انتقل إلى ناحية بروسياس، وذاعت شهرته فجرى إليه العديدون يرومون اتّباع سيرته. لم يشأ أن يقبلهم أوّل الأمر لكنّه ما لبث أن أذعن لمشيئة الله. وفي فترة وجيزة انضمّ إليه أكثر من خمسين راهبًا سلكوا في السيرة الهدوئيّة. ساسَ ميخائيل إخوته كموسى جديد وهذا جعل عدد الرّهبان يزداد بسرعة كبيرة.
خلال السنوات الخمسين من سعي القدّيس ميخائيل الرهبانيّ لم يغيّر قانونه النسكيّ البتّة. كان دائمًا ممتدًّا إلى الأمام. كان يبقى خمسة أيّام في الأسبوع لا يتناول أيّ طعام، ولمّا دنت آخرته جعل صومَه يمتدّ إلى اثني عشر يومًا خلال فترة الصوم الكبير. رقد بسلام في الربّ في العام 961م.