إلى ما سبق وذكرناه في فترة سابقة حول الوضع الأرثوذكسيّ العالمي، ومع رجائنا الدائم بأن تتجلّى الوحدة في حياة كنيستنا، يمكن تلخيص أهمّ عناوين الأحداث الكنسيّة في السنوات الأخيرة، بما يلي:
١-تباينات، قائمة الى اليوم، ما بين عدة كنائس من جهة، وكنيسة القسطنطينيّة من جهة أخرى، فيما يتعلّق بقراراتٍ لغبطة البطريرك المسكونيّ وما ينسبه إلى نفسه من سلطات وصلاحيّات.
٢-أزمة بين بطريركيّة أورشليم وبطريركيّة أنطاكيّة في العام ٢٠١٣ تعود الى تعيين كنيسة أورشليم كاهنًا لقطر التابعة لكنيسة أنطاكية ومن ثمّ تعيينه مطرانًا عليها. وبمبادرة، تضامنيّة، من الكنيسة الأنطاكيّة عادت العلاقات بين الكنيستين إلى طبيعتها غداة اندلاع الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على غزّة.
٣-خلافات كُبرى حول تحضيرات وجدول أعمال المجمع ا لأرثوذكسيّ الكبير، وأوراق عمله، والذي كان من المقرّر انعقاده في جزيرة كريت في حزيران من العام ٢٠١٦، ما أدّى إلى طلب عدد من الكنائس تأجيله ومن ثمّ عدم المشاركة فيه. ومن هذه الكنائس، كنيستنا الأنطاكيّة التي نادت بضرورة التوافق والاجماع، وصون العلاقات السلاميّة وحلّ أزمة قطر، قبل انعقاد المجمع. واستنادًا الى هذا، اعتبرت، هي وبعض كنائس أخرى، أن ما حدث في كريت لا يتعدّى كونه اجتماعًا وليس مجمعًا كبيرًا، وقراراته، بالتالي، غير مُلزمة لها.
٤-انشقاق في الكنيسة الأوكرانيّة الأرثوذكسيّة، وكانت تابعة للكنيسة الروسيّة حينها، حيث اعلن المنشقّون قيام كنيسة أوكرانيّة مستقلّة عن الكنيسة الروسيّة، واعتراف مجمع القسطنطينيّة في تشرين الأوّل ٢٠١٨ بالأمر ، ما أدّى الى قطع العلاقات والشركة بين موسكو والقسطنطينية، لتندلع، بعدها، الحرب الروسيّة الأوكرانيّة فتؤجّج هذا الانقسام وتوّدي الى الانفصال النهائي بين الكنيستين في روسيا وأوكرانيا العام ٢٠٢٢، ولتمتدّ، من ثمّ، تداعيات هذا الانقسام الكنسيّ الى بعض دول البلقان.
٥-انقسام بين الكنائس حول دعوة البطريرك الأورشليميّ إلى لقاء تشاوريّ في الأردن العام ٢٠٢٠ للبحث في الأزمة الأرثوذكسيّة.
للمزيد عن هذه المواضيع، الروابط في التعليق الأول:
مجمع كريت: مقدّس أم مؤجّج للخلافات؟
الأزمة الأرثوذكسيّة وأنطاكية
لقاء الأردن