قد يكون المؤتمر الحركيّ الثالث عشر الذي انعقد العام 1972 في البلمند الأغنى انتاجًا بين المؤتمرات الحركيّة إذ، إلى جانب وثيقتيّ الاعلام والعمل المسكونيّ اللتين أتينا على ذكرهما في مقالة سابقة، أقرّ المؤتمر وثيقة هامّة جدًّا هي الامتداد (أو المدّ) الحركيّ التي تحدّثت عن ثلاثة مجالات بشاريّة. أولّها هي ما يطال الاتّصال بالشباب في بطريركيتيّ أورشليم والاسكندرية لحثّه على الانخراط في سندسموس (رابطة حركات الشباب الأرثوذكسيّة في العالم) ودعوة قادته للمشاركة في الحلقات واللقاءات الحركيّة وتأمين وصول النشر الحركيّ إليهم، وأيضًا الاتصّال بالشباب العرب في الخارج لربطه بالكنيسة الأرثوذكسيّة حيث هوَ والسعي مع “الرابطة” لعقد مؤتمرات تجمعه. ثاني هذه المجالات هوَ خارج نطاق المراكز الحركيّة في أبرشيات يوافق مطارنتها على تواصل الحركة مع مكاتب التعليم فيها ومساعدتها في عملها ومشاركة شبابها في الحلقات واللقاءات الحركيّة. أمّا ثالثها فتحدّث عن المدّ الداخلي في نطاق الحدود الرعائيّة للمراكز الحركيّة، وعبرها، لتأسيس فروع حركيّة حيث لا توجد.
إلى هذه الوثائق اعتبر المؤتمر نصّ الرسالة التي تلقّاها من البطريرك الياس الرابع وثيقةً من وثائق الحركة، وممّا جاء فيها حينها: “لي ملء الرجاء أنّ أبناء كنيستنا – وانتم من زهراتها – سيتجنّدون لمثل هذا العمل العظيم لأنّهم يحبّون كنيستهم ويريدونها أن تكون رائدة روحيًّا وفكريًّا في عالم يسيطر عليه الفراغ ويحتاج الى من يملؤه. الكنيسة الأنطاكيّة مدعوّة لملء هذا الفراغ. يكفي أن يقول أبناؤها إنّا تركنا العالم وتبعناك فماذا يكون لنا؟ “.