ألبير لحّام في سطور

الأخ طوني خوري Tuesday September 10, 2024 92

في ذكراه الحادية عشرة:

ألبير لحّام في سطور، بقلم الأخ طوني خوري

—-

هوَ من أشهَر المحامين. تعرّفت عليه في اجتماعٍ حركيّ العام ١٩٦٤،  وكنت حينها طالبًا في السنة الثانوية الأولى وحديثَ الانتماء الى الحركة. وقد أخبرني أحد الأخوة، حينها،  أنّ ألبير كان أحد أربعة أشخاص أنضجوا فكرة حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة العام ١٩٤١ قبل اعلان تأسيسها في ١٦ اذار من العام ١٩٤٢.

 

امتلكَ ألبير لغة بشاريّة سهلة تصل إلى قلب المؤمن، وقدرة على جمعِ مئات الشباب إلى أحاديثه، وشرحِ الكتابات الانجيليّة والآبائيّة بشكلٍ  واضحٍ وسهلٍ وحيّ. كانَ يحمل معه بشكلٍ دائم “العهد الجديد”، وكتاب الصلوات الصغير. وكان قارئًا يوميًّا للكتاب المقدّس، متأمّلًا به، حيث كان يقول: “إنْ أردت أن تسمعَ ما يقوله لك الله فعليكَ أن تقرأ الكتاب المقدّس، وتعتمد برنامج صلاتيّ، يوميًّا، وتفتح قلبك له”، وهوَ الذي كانت تلفتني فيه تقواه الصلاتيّة.

في التسعينيّات من القرن الماضي، قرّر انشاء مؤسّسة لدعم العمل البشاري الأرثوذكسيّ في العالم، ورصدَ لها مبلغًا ماليًا كبيرًا، ولا تزال المؤسّسة تعمل إلى اليوم. وقد شكّل العمل البشاري ركيزة اهتماماته، وقمت بمرافقته إلى الاجتماعات في كثيرٍ من الفروع. وبعد عودته في بداية القرن الحالي للاقامة الدائمة في لبنان، الذي كان قد غادره بسبب الحرب، انتمى الى فرقتي الحركيّة في بيروت، التي كانت تجتمع مع المطران جورج خضر حول مواضيع كتابيّة وأخرى مختلفة، وتابعَ زياراته البشارية واجتماعاته مع فرق الشباب الحركيّ، والتي رافقتَه إليها مرّة أو إثنتين كلّ أسبوع، والى أكثر من مكان. وكان، دائمًا، يشكر الله الذي سمح له بالعودة إلى حبِّه الأوّل والأساس الذي هو الاجتماع مع الشباب حول يسوع المسيح.

 

جمعَت ألبير مع البطاركة ثيودوسيوس السادس (أبو رجيلي) والياس الرابع (معوّض) وأغناطيوس الرابع (هزيم)، الذي ربطته به علاقة وثيقة جدًا، ومطارنة لقاءات دوريّة  عديدة، وقامَ بادوارٍ ومهمّات كنسيّة مؤثِّرة في أكثر من  مناسبة، خاصّة فيما يتعلّق بانتخاب بعض المطارنة. كما جمعَته علاقات كنسيّة مع البطاركة المسكونيّين. ولم تمنعه صداقاته، هذه، من انتقاد قرارات للمسؤولين الكنسيّين، خاصّة، منها، ما كانَ يرى بها تهميشًا لدور الشباب الحركيّ، كما لم يمنعه انتماءه إلى الحركة من انتقاد قرارات للقيادة الحركيّة دون أن يخرج عن الالتزام بارادة الأخوة.

 

وتُفيد الاشارة، أيضًا، إلى الصداقة التي ربطت ألبير مع الكاردينال جوزف راتسينجر (البابا بنديكتوس السادس عشر لاحقًا) وقد جمعتهما لجنة الحوار الأرثوذكسيّ الكاثوليكي والذي كان البير ممثلًا  للكنيسة الأنطاكيّة فيها، وأيضًا الصداقة المتينة التي ربطته مع القسيس بيلي غراهم، (المعروف الدور والنفوذ والشهرة) والذي دعى ألبير إلى عرض تأمّلات انجيليّة في لقاءات شارك فيها مسؤولون كبار في الولايات المتحّدة الأميركيّة.

 

أكسبتني مرافقتي لألبير خبرة فريدة، أثّرت فيّ كثيرًا لناحية طريقة تعامله مع الأخوة وادارته للاجتماعات، حيث كان يسأل ويستفسر كثيرًا، ويلتزم بما يقرّره المجتمعون، ذاكرًا، ختامًا، أنّ كلّما لفته أحد الأشخاص في الاجتماعات كان يطلب اسمه ليضمّه الى لائحة صلاته التي تضمّنت أسماءً كثيرة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share