حكايات حركية …

نيلّلي مرجانة - مركز حلب Tuesday September 24, 2024 64

حين سُئل المطران جورج خضر في عيدِ الحركة عام ٢٠٢٢ ماذا توصي الشباب في هذا العيد .. ؟؟
استجمعَ قواه من تعب السنين، وبكل ما أُتيَ من عزمٍ قال لهم …..، “سيروا إلى الرب …سيروا إلى الرب . ”
لا أعرف كيف تلقّى الاخوة مقولته في غير مكان …لكني أذكر أننا في مركز حلب كان فرحنا عظيمًا لسماعه بعد فترة غياب طويلة … وبما أني كنت أُعدّ فيلم وثائقي في احتفالية عيد الحركة….افتتحته بصورته وهو يرفع يديه متحمّسًا وكأنه يعيد لنا صورة الحماس الأول للتأسيس. يردّد تلك الكلمات بصوته الحاني . ….سمعه الأخوة بتهيب وهُم يفكرون بمعانيها ..كيف نسير إلى الربّ ..أليست هي كلمات مرادفة للشعار الذي نحمله “لأننا به نحيا “. .!!!
قال أحدهم لماذا لم يتكلّم كثيراْ…… وهو الذي نحبّ أن نسمعه و نصغي إليه، خاصّة في مثل هذا اليوم لنكمل مسيرنا بإناراته .
لم ينتظر كي يستمع للرد ..حملَ تساؤلاته ومضَى .
في ليلةٍ، كان يسير في طريق عودته إلى البيت ..وجدَ امرأةً مسّنة في الشارع خانتها الذاكرة في معرفة طريق العودة إلى بيتها، وطلبت منه أن يوصلها إلى أقرب مكان ممكن .. تردًّد كثيرا… تركها وأكمل مسيره، كان قد وعد زوجته بوجبة عشاء في مكان لائق ..وسوف يتأخر إنْ أجابَ طلبها ..
في خطواته الأولى بدأ يفكر أنه غير مرتاح لترك الامرأة المُسنّة وحيدة في شارع لا تعرفه .. بدأ يضطرب أكثر فأكثر …في تلك اللحظات طرقَت مسمعه كلمات سيّدنا …التفتَ إلى الخلف وهو يسمع صوته يراوده سيروا إلى الرب …عاد أدراجه إليها بفرح .. بدأ يبحث في محفظتها علّه يجد أي دلائل على هويتها . كان يعلم في قرارة نفسه أنه لن يتركها حتى يضعها في أيد أمينة.. .. بدأ الرب يمدّ له يد العون … توقفت سيارة بقربه …فإذ به أحد أصدقائه يعرض عليه مساعدته إن كانَ بحاجة لأي طلب …أخذ تلك السيدة معه و بدأ يبحث بين الأخوة والأصدقاء عمَّن يستطيع التعرف إليها.. التفّوا حوله لكي ينجزوا المهمة…استطاعوا بالنهاية إعادتها إلى بيتها ….اطمئنّوا عليها واستودعوها بين أيدي عائلتها مغمورين بسلام الرب …قد يكون فاته وقت العشاء …لكنّه عاد إلى بيته بسعادة المعطي … اعتذر عن تأخره …حظيَ بلمسة تقدير زادت من فرحه ….قال لي حين رآني ..لقد علمتني التجربة حلاوة السير إلى الربّ …وكم أتمنى أن أحدّث أخوتي عنها.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share