إيل هو اسم الله في الآرامية، لغة شعوبنا قديماً. للمفارقة سمي واحد من رؤساء الملائكة ميخائيل وتعني من مثل الله والفكرة انك تلتصق برئيس الملائكة الحامل هذا الاسم لتقول حقاُ إنه لا يستحقه فإن أحداً في الكون ليس مثل الله. الملاك يتأمل الله ولكنه ليس مثله. ليس أحد مثله مع أنه هو القائل في العهد…
كل منا دعاه الله أن يكون راعيا لمن هم حوله، الأقربين اليه بالمسكن والعمل. ومسؤوليتنا تأتي من هذه المحبة الصادرة من القلب والشافية لمن لامسته فاستدفأ بها. والمحبة أوّلا انتباه ثم خدمة فاستمرار خدمة ليظهر صدقها ونحسّ من خلالها أن الرب ذاته يفتقدنا بها من خلال الوجوه التي تحنو علينا. ولا شك أن الخليّة الاولى…
يستغرب بعضهم تنامي الخطاب الطائفي والمذهبي في بلاد المشرق العربي كافة، في مقابل اضمحلال الخطاب الوطني الجامع، والخطاب القومي العابر للحدود. غير أنّ واقع الحال يفيدنا بأن هذا الاستغراب غير منطقي، وبأنّ هيمنة الخطاب التقسيميّ ليست سوى نتيجة حتمية لإخفاقات عديدة شهدتها هذه البلاد منذ انفراط عقد الدولة العثمانيّة، ونشوء الدول العربية الوطنية أو القومية…
لست اذكر اذا قلت إن من يكتب يكتب لنفسه والآخرين معا. لنفسه لأنه تمخض ويحتاج إلى ان يحرر نفسه مما فيه. للآخرين لانه يحبهم، لأن كيانه قائم أيضًا بكيانهم أو من كيانهم. نحن المؤمنين لا نعتقد بالفردية بل بالمشاركة. هذا هو سر الشخص انه يتكون برؤيته الآخرين. من رأى إلى نفسه فقط يعشق نفسه نرجسيا…

لمن لا يعرفها …انها البسمة التي اعتدت عليها منذ الصغر ..انها اللطف الذي جذبني منذ ان كنت ذاك الولد في فرق الطفولة في حركة الشبيبة الارثوذكسية …انها تلك الصفصافة المنتصبة نحو السماء في ذاك الدير العتيق …في كل سحر يحركها النسيم العليل فيتساقط منها بعض الورق لينساب مع صوت مياه النهر …نهر الجوز …لتكون ببسمتها…
عندما تسلمتُ أوّل إخراج قيد لابنتي البكر، ابتسمتُ متسائلاً لماذا دوّن في خانة المذهب: “روم أرثوذكس”، وهي لم تكن بعد قد نالت سرّ المعموديّة الذي وحده يجعلها تنتمي رسماً إلى كنيسة الروم الأرثوذكس؟ أنا، الملتزم بكنيسته، والمقبل إلى الكهنوت آنذاك، استهجنتُ هذا الأمر معتبراً أنّ الدولة، بقوانينها، وبتواطؤ من القادة الدينيين، تنتهك خصوصية الإيمان، وتجعله…
البشر، في التّوجّه، مجموعتان: واحدة تحبّ الحياة وواحدة تحبّ الموت، واحدة تحبّ الحقّ وواحدة تحبّ الباطل. أمّا مَن يحبّون الموت، فلا يمكنهم إلاّ أن يحبّوه لغيرهم؛ وأمّا مَن يحبّون الحياة، فلا يمكنهم إلاّ أن يحبّوها لكلّ النّاس! فإذا ما أحبّ القوم الحياة لأنفسهم، في لامبالاة تجاه الآخرين، أو على حسابهم، فلا يكونون محبّين للحياة الحقّ،…
خرجنا من الكنيسة في تلك الصبيحة. هل خرجنا أم انبسطت الكنيسة على ساحتها؟ أليست هي مدعوّة أن تكون المدى؟ خرجنا لنلتقي نحن البشر الذين كنا في الداخل. هل انقطعنا عن الداخل أم تغيرت فقط الأشكال الهندسية؟ خرجنا حاملين ما سمعناه. أخرجنا الكلمات من الكتب لتصير فينا ألحانًا ومعاني ونصيرها، ليلتحم الحرف بالكلمة والقلم بما كان…