في كنيستنا عدة تذكارات للآباء القديسين، وهذا الأحد واحد منها. الآباء هم المطارنة الذين اجتمعوا في المجمامع المسكونية السبعة. الهراطقة الذين خرجوا عن الإيمان وانشقّوا عن الكنيسة حاربوها كثيرا وكان لا بد من الرد عليهم، فكان المجمع المسكوني الأول الذي صاغ دستور الإيمان، هذا الذي نتلوه في الخدمة الإلهية: “أومن بإله واحد آب ضابط الكل…
يذكر القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية أنه بعيد اهتدائه إلى الإيمان المسيحي انطلق إلى “ديار العرب”، ثم رجع إلى دمشق (1، 17). و”ديار العرب” كانت تعني آنذاك شبه الجزيرة العربية والأردن وسوريا الجنوبية وصولاً إلى دمشق. وكانت تضمّ مملكة الأنباط والبتراء العربية وجرش وفيلادلفيا (عمّان الحالية) وبُصرى وحوران. ومن الراجح أن يكون…
لستُ، ههنا، في معرض التّعبير عن موقف رسميّ، في شأن علاقة الرّومية الأرثوذكسيّة، شعبًا، بغيرنا من المسيحيّين. لا أحد كلَّفني بذلك ولا كلفت به نفسي. كذلك لا أحسبني أعبِّر عن وجهة نظري الخاصّة في الموضوع، ولا عن وجهة نظر شريحة من أبناء الأرثوذكسيّة الرّوميّة. ليست المسألة مسألة وجهات نظر. إذًا لا نحن في معرض إطلاقيّة…
“دعُوا الأطفالَ يأتونَ إليَّ ولا تمنعُوهُم، لأنَّ لمثلِ هؤلاءِ ملكوت السَّماوات” (مرقس 10: 14). يعتقد العقلانيّون، ومنهم البروتستانت، أنَّ ممارسة سرّ المعمودية للأطفال ﭐبتِكارٌ غير كتابيّ، مُدَّعِين أنَّ الرُّسل لم يعمِّدُوا قطّ من كان صغير السِّنّ. نقرأ في أعمال الرُّسل (2: 41) أنَّ الشَّعب بعد سماعه عظة الرَّسول بطرس “قَبِلَ كلامَه بفرحٍ وﭐعتَمَدُوا وﭐنضمّ في ذلك…
لنا في إنجيل اليوم صورة شاب ميت ابن أرملة يقيمه السيد. يلتقي السيد الجنازة خارج السوق، والقـوم قـد وصلوا الى المقـابـر، ومع هذا لا يُسلّم المسيحُ للموت، لا يُسلّم لنهائية الموت، ويأمر الفتى أن يقـوم، ويـدفـعـه الى أُمـه. سيـّد الحياة والموت يستطيع أن يُقيمنـا في اليـوم الأخيـر، وهـو يقيمنـا دومـا. تبـدأ القيـامـة اليـوم في القـلـب…
عندما خلق الله الإنسان، ذكراً وأنثى، ميّزه عن سائر المخلوقات وفضّله عليها كلّها بأمرين اثنين: طريقة الخلق، والنفخ فيه من روحه.يخبرنا سفر التكوين في روايته الأولى عن الخلق بأن الله قال: “لنصنع الإنسان على صورتنا ومثالنا (…) فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكراً وأنثى خلقهم” (1، 26-27). لكنّه عندما خلق باقي…
الله قبل الخلق الحسي كان في نفسه ملامسا مخلوقاته بنوع من الملامسة أي كان باثا فيها ما كان غير مخلوق. يلامس بمشيئته ولا يلامس بطبيعته حتى يبقى الفاصل الكينوني قائما بينه وبين الخلق. ولكن ما تعني محبوبية المخلوق؟ ما العلاقة الداخلية بين الواجد والموجود؟ في العقل وجب القول بأن ثمة فاصلا كيانيا بين الواجد والموجود.…