
كثيراً ما ننسى في غمرة الأحداث المتتالية التي تعصف في منطقتنا العربية المعنيين المباشرين بها. فنذهب في ردّة فعلنا إلى استدعاء قضايا كبرى عوض الالتفات إلى آلام الأفراد الذين يعانون هول هذه الأحداث. المشكلة تكمن في غياب مفهوم الفرد عن مجتمعاتنا وعن ثقافاتنا وأنماط تفكيرنا. فالمرء، وفق ثقافتنا السائدة، ليس فرداً مميزاً ذا مواهب يُعرف…

“ماذا تعلّمتِ بالأكثر في عمرك؟ الصّدق! كيف؟ أبي وأمّي كانا صادقين في تعاملهما أحدهما مع الآخر!” الصّبيّة مريم (16 سنة) لا أقصد بهم الّذين يبذلون دمهم، اليوم، وحسب، بل المسمَّين “معترفين” أيضًا. هؤلاء، تقليدًا، كانوا يُصنَّفون في فئة الشّهداء. في كلّ حال، القدّيسون الأوائل كان المقصود بهم “الشّهداء”. فلمّا اتّسع معنى القداسة، قيس “القدّيسون”…
عظة قدس الأرشمندريت يوحنا التلي رئيس ديري القديس جاورجيوس والشيروبيم البطريركيين في صيدنايا. في إنجيل اليوم بعدما أن فشل التلاميذ في شفاء مريضٍ، أتى أبوه إلى يسوع طالباً منه بإيمانٍ كبيرٍ أن يتدخل ويشفي ابنه. وبرهاناً على إيمانه فقد جثا أمام يسوع حين كلّمه، وسجد له راكعاً. هكذا الإيمان يعطي الإنسان الإحساس بالرهبة أمام الألوهة،…

يسوع الحقّ عُلِّق على صليب الباطل، فأضحى الصّليبُ عرشَ يسوع، وأمسى الباطلُ مُقامَ الحقّ! مفارقةٌ لا إنسان يَعْقِلها! ومع ذلك حدَثٌ في التّاريخ، وختمٌ جديد للكيان، وزمنٌ تجاوزيّ، وحياةٌ فائقة! حقيقة إلهيّة بشريّة! لا يعرفها إلاّ مَن يَخْبُرها! ظاهرًا، الباطل شموليّ! لا يُرى الحقّ بالعين المجرّدة هنا، وفي هذا الزّمن، إلاّ الباطل! الحقّ المرئيّ…

روبين ويليامز وحقيقة البهجة -الأب بسام ناصيف ما الذي يدفع فنانا في أوجّ نجاحه وشهرته وحب جمهوره أن يلجأ ليسطر نهايته بطريقة مفجعة تحزن كل من أحبوه وأعجبوا بفنه؟ وكيف تهون عليه نفسه أن يضحى بأعماله ونجاحاته وصحته ويكمل حياته مدمنا رغم محاولته الناجحة من قبل لأن يتعافى من الإدمان؟، أسئلة كثيرة أثارها الموت المفاجئ…

الشِّرِّيرفي الأصل اليونانيّ كلمة “ذِيَافُولُس” (وفي الفرنسيّة diable)، أي الشّيطان، هو الَّذي يُفَرِّق. إذًا هو نقيض الله الَّذي يجمع في المسيح الإله. إنَّ محبَّةَ المسيحِ تَجْمَعُنَا دونَ أنْ تُلْغِي فرادَةَ كلِّ واحدٍ مِنَّا (unicité). أمَّا الشَّيطان فهو ضدّ المسيح antéchrist (1 يوحنّا 2: 18)، هو أمير هذا العالم الفاسِد (يوحنّا 12: 31) (le prince de…

الإيزيديّة ديانة كردية عريقة تؤمن، على غرار الديانات القديمة، بتعدّد الآلهة التي تستحق العبادة والتقديس. كما تؤمن بوجود إله واحد أقوى من كل الآلهة وأعظم منها كلها، هو خودي – يزدان الواحد المطلق اللامتناهي في الوجود، و”طاووس ملك” كبير الملائكة الستة. ومن هذه الآلهة الإيزيديّة يمكننا أن نذكر على سبيل المثال: إله الشمس وإله القمر…
بعد أن نزل يسوع وتلاميذه من جبل التجلّي، سألوه: “لماذا يقول الكتبة إنّه يجب أن يأتي إيليّا أوّلاً؟”. أجابهم: “إنّ إيليّا آتٍ، وسيُصلح كلّ شيء. ولكن، أقول لكم إنّ إيليّا قد أتى، فلم يعرفوه، بل صنعوا به كلّ ما أرادوا”… ففهم التلاميذ أنّه كلّمهم على يوحنّا المعمدان (متّى 17: 1-8، و10-13). هذان السؤال والجواب يبدو،…