أوصى الرسول بولس أهل روميّة، عظمى مدن ذلك الزمن الغابر، أن يعكفوا على “ضيافة الغرباء”. وقصده من ذلك ضيافة الفقراء الذين يجدون أنفسهم مرميّين في شوارع مدينة تتعالى عليهم وتنبذهم بكبريائها الباردة كرخامها ومرمرها. ويؤكّد بولس في خطابه إلى أهل رومية العظمى أن خلاصة الشريعة كلها كامنة في تحقيق الوصية بـ”محبّة القريب”، فهو يذكّرهم بـ”أن…
تنصيب مطران فرنسا وأوروبة الغربية والجنوبية سيادة المتروبوليت إغناطيوس الحوشي أحبتي،نحن هنا في باريس وقلبنا على سوريا المتألمة. نحن روحاً وجسداً مع إخوةٍ لنا في سوريا يَنشدون سلام يسوع. ودعوتنا هي للحوار سبيلاً وحيداً للخلاص. قلوبنا مع فلذات أكبادنا، مع الطفولة التي قصفت في مدارس دمشق ومع ذويها.نحن هنا مع أحبتنا الذين لا ينسوا…

خدمة التنصيب 17/ 11/ 2013كنيسة القديسة هيلانة – باريس “ليكونوا واحداً كما أنا والآب واحد، ليؤمن العالم أنك أرسلتني” (يوحنا 17: 21)هذا الكلام الذي تفوه به الربّ، أود أن يكون شعار خدمتي في الرسالة المخوّلة لي اليوم كراعٍ لأبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية المُنشأة حديثاً. صاحب الغبطة، أصحاب السيادة، أصحاب السعادة، الأخوة والأخوات، أيها الحضور…
يا إخوة، إذ تجسّد ابن الله، وأقام بين النّاس، لم يُعطِهم أن يكونوا في الرّاحة؛ بل أعطاهم، في هذا الدّهر، أن يكونوا في التّعب. لم يُعطهم أن يكونوا في العزّة، في هذا الدّهر؛ بل قدّم إليهم الصّليب! “مَن أراد أن يتبعني، فليحمل صليبه، كلّ يوم، ويأتِ ورائي”، لذلك “بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت السّموات”.…
منذ ثمانية قرون تبنّى الكرسي الأنطاكي صوم الميلاد الذي بدأناه منذ يومين في ١٥ تشرين الثاني. وروحه كروح الصوم الأربعينين، أعني رياضة النفس وتجميلها لاستقبال المسيح، فمن أساسات الصيام أن نوفّر ثمن طعام ونعطيه للمساكين. كل صوم هو مشاركة. يصوم الانسان من أجل الآخرين. فمن قسا قلبه يبطُل صيامه. ومن أبغض أخاه يبطُل صيامه. كل…
“بنانا الذين يحبوننا” (فرنسوا مورياك) الذين يلتقون يلتقون بالمحبة التي أعطوها أو تلك التي تلقوها. ما طال عمري فهمت أن الذي قيل في المحبة هو الثابت. هناك أقوال حفرت على صخرة قلوبنا وهي الباقية إلى الأبد. كان المؤمنون في أفسس (آسيا الصغرى) يقولون ليوحنا الإنجيلي الذي كان أسقفهم: “لماذا تردد علينا عبارة أحبوا بعضكم بعضًا”…
القديس يوحنا الذهبي الفم (+407)، الذي عيده اليوم، هو أكبر واعظ شهدته الكنيسة عبر تاريخها، ولذلك لقّب بـ”الذهبي الفم”. وُلد وترعرع في أنطاكية السورية على نهر العاصي، وبرع في دروسه، ومن الراجح أنه أخذها عن ليبانيوس، أعظم أساتذة البلاغة في عصره. صار بطريركاً على القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية، فلم يتوانَ عن التنديد بإسراف الأغنياء وبذخهم، وبفساد…
ثمّة ظاهرة جديدة تستدعي إمعان النّظر، بين الرّوم الأرثوذكس، في لبنان: نشوء هيئات مدنيّة، على سجيّتها، ذات طابع طائفيّ أرثوذكسيّ، وتوجُّه شبه ثقافيّ اجتماعيّ سياسيّ، على نحو متزايد. هذه تَطْلُع خارج السّياق الكنسيّ، كما لتملأ فراغًا يعانيه بعض العامّة من جهة شعورهم بأنّهم مهمَّشون، سواءٌ في الوطن أم في الكنيسة، الطّاغي عليها، في وجدانهم، طابعُ…
إنّ النصّ الإنجيليّ يطرح علينا سؤالَين، الأوّل: ما هو الهدف من القوانين والشرائع؟ والثاني: كيف أصنع قريباً؟ وكلا السؤالين يكمن جوابه في سياق النص. هذا الناموسيّ الذي أقبل إلى يسوع قد حفظ الشريعة. وأيّ واحد منّا قد يحفظ الإنجيل عن ظهر قلب، أو حتّى أقوال الآباء القدّيسين، ويمتهن المحاججة، ويأخذ المعرفة غايةً بحدّ ذاتها؛ فتأخذ…