هنا حملة على الأرثوذكسيين لأن فريقا منهم تقدم بمشروع سياسي يتعلّق بنظام التشريع الانتخابي. هنا لا بد من التوضيح ان الأرثوذكسيين الذين يعرفون أنفسهم كنيسة فقط يرفضون ان تكون لهم صفة أخرى اذ لا يعترفون هم أنفسهم انهم مجموعة سياسية موحّدة ينبثق منها رأي حزبي، لأنهم لو أجمعوا على موقف سياسي لألفوا طائفة في التركيبة…
بالمقارنة مع الذيـن سُمّـوا رؤسـاء كـهنـة فـي العهد القـديم يُبـرز كـاتـب الـرسـالـة الى العبـرانـيـيـن أن المسيـح هـو وحـده رئيـس كـهـنـة لأنه قـدّم نـفسـه ذبـيـحـة على الصليب فهـو رئـيـس الكـهـنـة الـوحيـد لأن ذبـيحـتـه على الصليب هي الـذبـيـحـة الوحيـدة الـتي تـقبّـلهـا الآب. ويسـمّـيـه كـاتـب الـرسالـة بـارّا بـلا شـر ولا دنـس، ولكـونـه كذلك، صار رئيـس كهنـة بالـمـعـنـى المـطـلـق…
تقتضي الصراحة أن نعترف بأنّ العقبة الكبرى التي تحول دون الوصول إلى الوحدة المنظورة بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية، إنما هي الخلاف على النظرة إلى موقع البابا، أسقف روما، وسلطته في الكنيسة. وفي الواقع، لا يسع أي عالم في تاريخ الكنيسة أن يغفل أهمّ مسألة أدّت إلى الانشقاق، وهي الخلاف بين الشرق والغرب في شأن “الأوّلية…
انقضى أسبوع الصلاة من أجل الوحدة بين المسيحيين وبوركنا بالأدعية ورؤية أن الآخر الذي كان أمامنا هو الينا وأنه على رغم النصوص لم يكن آخر بالكليّة على كون كلّ منّا يتحسّس ما يتحسّس من تاريخ قاس واطلالات من السماء مختلفة من انتقادات لقوم آخرين والشوق عند كل فريق يدفع الى العناق لكن التفاسير المتباينة تجعل…
الكنيسة الأرثوذكسية صلّت دائما وتصلّي من أجل الوحدة. تقول في قداس باسيليوس: «أَخمِدْ شقاقاتِ الكنائس». ولما نشب الخلاف بين البطريركية المسكونية وبطريركية رومية السنة الـ 1054، كتب البطريرك ميخائيل القسطنطيني إلى البطريرك الأنطاكي بطرس الثالث عن خلافه (أي ميخائيل) مع اللاتين مُتشكّيًا من بعض عاداتهم فأجابه الأنطاكي: «دع الخلاف داخل الكنيسة» بمعنى الا تتعجل أمر…
مع جلوس صاحب الغبطة والنيافة البطريرك بشارة الراعي على السدة البطريركية ومع تسلّم صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر للسدة أدركت الكنيسة المارونية والكنيسة الأرثوذكسية ان تبريكا كبيرا نزل عليهما وكان تعبيره إخاء وقوة في المحبة كانا ساطعين في التعامل بينهما على أعلى صعيد. الى هذا الأفق الروحي الواسع تنظر الكنيستان اليوم خصوصا انهما ادركتا ان…
الله الذي خلق النور هو الذي خلّصَنا بنور المسيح. الرسول رأى هذا النور على وجه المسيح القائم وانسكب في القلوب أي لم يبق نورًا محسوسًا. نور القيامة صار نورًا في القلوب. بعد ان رآه الرسول على وجه المسيح الذي ظهر له، انكشف على وجوهنا وتسلل إلى كل حياتنا. هذا انسكب في القلوب ليعطيها “مجد الله…
لن يستقيم الحديث عن “الوحدة الوطنية” ما لم يكن ثمّة “مواطن” بكل ما للكلمة من معنى. فـ”المواطن” في لبنان غائب لصالح الكتلة الطائفية التي يتمّ تنسيبه إليها على رغم إرادته وخياراته الوطنية. وما يحكى عن “وحدة وطنية” تجمع اللبنانيين ليس سوى سراب وأضغاث أحلام. أما واقع الحال فيشير إلى أن ما نشهده هو تنامي الوحدات…
في مقالة سابقة تحدّثت عن الحياة الأبديّة. قلتُ، يومها، المحبّة وحدها أبديّة، وأبديّتها أبديّة ابن الله المتجسّد. هذا كان يمكن أن يطرح السّؤال: ولكنْ ماذا عن “الهلاك الأبديّ”؟ أين الهلاك من المحبّة ما دام ثمّة هلاك أبديّ؟ هذا سؤال لا جواب، عندنا، واضحًا بشأنه لا في التّراث، بعامّة، ولا في الكتاب المقدّس، بخاصّة. ولكنْ، هناك…