وفد الحركة في أوروبا

ألبير لحام Sunday December 1, 1946 181

ليس هذا المقال تقريراً مسهباً عن أعمال وفد الحركة الى أوروبا إنما هو لمحة وجيزة عن بعض ما شعرت به أثناء هذه الرحلة التي قمنا بها بإسم الشبيبة الأرثوذكسية في الكرسي الانطاكي والتي قد يهمّك أن تعرف شيئاً عنها.

الوفد ومهمّته

هل ترى لزاماً أيها القارئ الكريم أن أذكّرك بالظروف التي سبقت إيفاد الحركة لبعض أعضائها إلى أوروبا؟ لقد طالعت في العدد 17 من النور بياناً عن علاقتنا مع الخارج ورأيت كيف أن الشعور بوحدة الكنيسة الأرثوذكسية وجامعيتها قادنا إلى الاتصال بسائر فروع الكنيسة في الشرق والغرب وإلى إيجاد علاقات مع بعض المؤسسات والأشخاص. ولما كان فريق من هؤلاء يديرون حركات دينية في بلادهم فقد دعوا حركتنا الى الاشتراك بالمؤتمرات التي كانت هذه الحركات تعقدها هذه السنة رغبةً منهم بالتعرّف الى التيار الديني الجديد الذي يحيي روح الكنيسة في البطريركيات القديمة والذي كثيراً ما سمعوا عنه وكثيراً ما أحبّوا التعرّف إليه.

فاستلمت أمانة السرّ العامة الدعوات الرسمية من هيأتَين أحدهما في سويسرا هي “الاتحاد العالمي لجمعيات الطلاب المسيحيّين” والثانية في انكلترا وهي “شركة القديسَين البان وسرجيوس” كما أن تحارير رسمية وصلت الى غبطة البطريرك تُعلمه بانعقاد المؤتمرَين وتعرّف عن أمل الجميع بأن يروا ممثلين عن الحركة فيهما. فقرّر غبطته تسهيل أمر الرحلة من جميع نواحيها والقيام بنفقاتها لما تعود به من الفائدة للحركة والكنيسة. هكذا تشكّل الوفد من الأستاذ جورج خضر والأستاذ جبرائيل سعادة وكنتُ ثالث أعضائه.

كانت مهمّته أولاً تمثيل الشبيبة في الكرسي الانطاكي في المؤتمرات التي دُعيَت إليها وثانياً الاتصال بالأشخاص والجماعات والأوساط الدينية في الغرب ودرس حالة الكنيسة الأرثوذكسية هناك وعلاقاتها مع بقية الكنائس وطرُق العمل المسيحي في الغرب.

الاتصالات الأولى

أقلعنا على متن احدى الطائرات صباح الأربعاء في 24 تموز متّجهين نحو باريس وكنّا ونحن في الفضاء نتحدّث عن مهمّتنا ونعدّ برامجها ثم أخذنا بقراءة الانجيل وشرحه مما حدا بأحد الركّاب وكان هولاندي الأصل أن يسألني مستفسراً عن عنوان هذه الرواية العربية التي نطالعها بلذّة وحماس وشدّ ما كانت دهشته عندما عرف أن هذا الكتاب هو الانجيل وأنه مترجم الى اللغة العربية وأن هناك مئات الألوف من المسيحيين العرب وأن أبناء الكنيسة الأرثوذكسية يطالعون الكتاب المقدس بالحرارة والورع الذَيْن رآهما في هؤلاء الشبّان الثلاثة.

حطّت الطائرة في باريس في 25 تموز وكنّا مزمعين أن نقضي فيها ليلتنا قبل متابعة السفر الى انكلترا ولما وصلنا الى محطة “ارساي” وقعت أنظارنا على راهب شاب يرتدي الاسكيم البندكتي وعرفنا فيه أحد الآباء الأرثوذكسيين الفرنسيين الذين كنّا نراسلهم وقد جاء خصّيصاً لاستقبالنا فأسرعنا إليه وقد عرفنا هو أيضاً فتبادلنا السلام والقبلات بالمسيح شاكرين الربّ الذي رتّب كل شيء بمسرّة مشيئته لأجل مجد كنيسته الجامعة. وعندما وصلنا معه الى دير الرهبنة البندكتية الارثوذكسية كان جميع الرهبان بانتظارنا فصافحناهم ودخلنا الكنيسة نصلّي معاً شاكرين مسبّحين ثم اجتمعنا بفرقة الكشاف الفرنسي الأرثوذكسي وبعد تناول العشاء على مائدة المحبة بدأت سهرة روحية شائقة كان يدور الحديث فيها حول حركتنا وحول الكنيسة الأرثوذكسية الغربية ونجاح كل منهما في حقل الرب واستمرّت السهرة حتى نصف الليل تقريباً.

وكان هذا أول اتصال حيّ بين وفد الحركة ومسيحيي الغرب.

وفي اليوم التالي تابعنا سفرنا الى انكلترا وما هي مدة ساعة ونصف إلا وكنّا في لندن فتوجّهنا الى مركز المؤتمر في ابنغدن قرب اكسفورد.

 

مؤتمر ابنغدن

أهدافه

قد يهمّك أيها القارئ العزيز أن تعرف شيئاً عن الجمعية الداعية الى هذا المؤتمر قبل أن تقف على أعماله.

ان “شركة القديسين البان وسرجيوس” جمعية رسمية تهدف إلى إيجاد علاقات التقارب والتفاهم بين لاهوتيي الكنيستين الانكليكانية والارثوذكسية وشبيبتهما والى نشر هذه الفكرة بين أبناء الكنيستَين تمهيداً للاتحاد الذي سيتمّ عندما تسرّ بذلك المشيئة الالهية. ثبتت الأخوية فكرتها بواسطة النشرات والمؤتمرات وإقامة الصلوات، مركزها لندن وفروعها ممتدة في عدة بلدان. تصدر مجلة بالانكليزية اسمها “سبورنست” وهو اسم روسي معناه “الجامعة” وقد نشرت عدة مؤلفات عن الكنائس الارثوذكسية وتاريخها وعقائدها وطقوسها وأوجدت حركة قوية للاهتمام بأمرها ولدرسها بروح المحبة والحقيقة العلمية. وأقامت الحزم الشرقية في الكنائس الانكليكانية لتقرب الى شعبها فهم الروح الارثوذكسية من الداخل ولها الفضل الأكبر مع جمعية الكنيستين الانكليكانية والشرقية Anglican and Eastern churches Association في توجيه أنظار اللاهوت الانكليزي نحو الشرق. وقد اتسع نطاق عملها واشترك فيها أعضاء ولاهوتيون من الكنائس الأرمنية واللوثيرية والاسكتلندية وأخذت الكاثوليكية تسمح لبعض اللاهوتيين بحضور الاجتماعات والتكلّم فيها.

مما تقدّم يتّضح أن الأخوية ليست هيئة رسمية مفوّضة بإجراء الاتحاد بين الكنائس. فهي وان كانت تضمّ بين أعضائها كبار اللاهوتيين إلا أنها “شركة” (fellowship) الذين يريدون العمل بمحبة وإخلاص لتهيئة الاتحاد الذي صلّى يسوع لأجله. هي شركة صلاة ودرس وعمل.

أعماله

كان مؤتمر ابنغدن كبقية مؤتمرات ابنغدن، مؤتمرات الجمعية التي تُقام سنوياً، يهدف إلى إحياء اختبار هذه الشركة المثلثة عند أعضائه.

  • فشركة الصلاة كانت تسيطر على جو المؤتمر وتطبعه بطابع روحية سامية حتى كنت تشعر بوجود الله بين المؤتمرين في كل لحظة وفي كل عمل يقومون به. وربما كان للقداس الالهي أثر في ذلك: ففي كل صباح كنا نشترك جميعاً في الذبيحة غير الدموية التي كانت تُقام بحسب الطقس الشرقي يوماً وبحسب الترتيب الانكليكاني في اليوم الثاني على مدار الأيام وكان القسم الأكبر من الخدمة الارثوذكسية باللغة الانكليزية ترتله جوقة مؤلفة من الانكليز والروس. وهكذا كان الانكليكان والارثوذكس يشتركون روحياً كل في ذبيحة الآخر ويشتركون بالأسرار كل في خدمته الخاصة. وأُقيم قداس بحسب الطقس الارثوذكسي الغربي الحديث وبحسب الطقس الأرمني واللاتيني والاسوجي، وكنا نجتمع مرة ثانية في الكنيسة للاشتراك في صلاة الغروب الشرقية أو الانكليكانية حسب الأيام. وتمتدّ معاً كل ليلة بنهاية المحاضرات لتلاوة “الصلاة العائلية”.

بهذه الصورة كنا نحقق في ابنغدن شركة الصلاة بين الكنائس المسيحية فندخل في صميم كيانها الروحي ونلمس داخلياً الرابطة الأساسية الوثيقة التي تجمع بينها رغم اختلافاتها ألا وهي المسيح.

  • وبالروح المسيحية الكاملة التي كانت تفيض علينا بالصلاة كنا نجابه أدق المشاكل التي يختلف حولها المسيحيون في الشرق والغرب مخصّصين لذلك ست ساعات يومياً على الأقل سواء في الفرق (study-groups) أو في المحاضرات العامة التي تليها المناقشات. وكانت مواضيع الدرس متعدّدة. فالفرقة التي كنتُ أحد أعضائها كانت تدرس الفروقات وإمكانية الاتحاد بين الكنيستين الانكليكانية والأرثوذكسية بينما كانت فرقة أخرى تدرس الكنيسة الانكليكانية وتنظيمها وعقائدها وفرقة ثالثة تدرس تطوّر الأسرار في الكنيسة الأولى الخ… أما المحاضرات فكان يلقي بعضها الأرثوذكس وبعضها الكاثوليك أو اللوثيريون الاسوجيون ويلقي البعض الآخر الانكليكان أو الأرمن أو البرسبيتاريون ومواضيعها مختلفة مثلاً: الأرثوذكسية والكتاب المقدس، القديس تيخون زادونسكي، توما الاكويني وبالاماس، الانكليكانية والشرق المسيحي، رومية والكنائس الشرقية الخ…

وهكذا كنا بعد المناقشة ننمو في فهم بعضنا بعضاً معبّرين بكل حرية عن آرائنا بدون عنف أو عناد غير ساعين للضغط فكرياً على الآخرين، فيعترف مثلاً الأب ثورنتن أعظم لاهوتيّي العقائد في انكلترا أن كنيسته لا تتبع التقليد الصحيح في قضيتَيّ المعمودية والميرون ويصرّح الكاهن دغلاس بأن الأرثوذكسية فهمت روح الشعب ونجحت في إيجاد كنائس وطنية تحيا بروح الكنيسة الجامعة على خلاف كنيسة رومية، ويجاهر الأب بوليه اللاتيني بأن مشكلة انبثاق الروح القدس من الابن وما تنتج عنها لما كانت فرّقت بين الكنائس لو أن الباباوات أخذوا موقفاً حازماً تجاه محاولات ملوك الغرب لفرض إرادتهم على الكنيسة…

ج) أما شركة العمل فكانت تظهر في المؤتمر ليس بالدراسات التي يساهم فيها سائر المسيحيين فحسب بل في المحاضرات التي يلقيها الأعضاء عن اختباراتهم في حقل العمل المسيحي بين الشباب أو في معتقلات الحرب أو بين الأسرى واللاجئين وكنا نشعر معهم ونشترك معهم روحياً في جهادهم وآلامهم بالرب. وكان المؤتمر قد اتخذ جميع الوسائل ليقرّب بين المسيحيين في حياتهم اليومية فوفّر للأعضاء ملعب تنس وبركة للسباحة ونزهات الى أوكسفورد ولآثار ابنغدن كما أُقيمَت حفلتان موسيقيتان اشتركت فيهما سائر الوفود بما فيها وفدنا الذي أنشد بعض الأناشيد العربية فكان لها وقع حسن بين الجميع.

 

هذه صورة مصغّرة للعمل الذي واظبنا عليه مدة أسبوعين في ابنغدن حيث كنا بالاشتراك مع بقية الوفود الارثوذكسية نمثّل الكنيسة الجامعة الرسولية.

 

الأرثوذكسية في المؤتمر

كان أعضاء المؤتمر يزيد عددهم عن الثمانين بينهم أكثرية ساحقة من الشباب وأقلية من اللاهوتيين والاكليريكيين وكانوا ينتمون الى الكنيسة الانكليكانية في انكلترا وارلندا واسكتلندا وأميركا والهند وإلى الكنيسة اللاسكتلندية البرسبيتارية والكنيسة اللوثيرية في أسوج وألمانيا وكان فيه لاهوتيون من الكنيسة الرومانية والأرمنية.

أما الوفد الأرثوذكسي فكان مؤلفاً من ثلاثين شاباً وشابة بينهم ثلاثة أساتذة من المعهد اللاهوتي الروسي في باريس واثنان من رجال الاكليروس. قالت “التشرتش تايمس” الانكليزية الكبرى “لأول مرّة منذ 1939 جاء المؤتمر فريق كبير من الروس المقيمين في فرنسا ومن الأرثوذكسية الغربية الفرنسية كما ان ثلاثة رؤساء من الشباب المندفعين مثّلوا فيه حركة الشبيبة الأرثوذكسية المؤسَّسة حديثاً في “سوريا ولبنان” وعدا ذلك كان في ابنغدن أرثوذكسي هولاندي وآخر يوناني وآخر سويسراني وثلاثة انكليز وبولوني واحد وبلغاري واحد وروسي سوفياتي.

ومع أن الأرثوذكس لم يكونوا أكثرية في المؤتمر إلا أن الأرثوذكسية كانت تسيطر روحياً وفكرياً على الجوّ يحترمها الجميع ويحبّها الجميع. وكانت نقطة اتصال بين الكاثوليك وبقية مسيحيي الغرب ونقطة الارتكاز أثناء الدراسات يرجع الى رأيها الجميع ويرون فيها الحل الصائب للمشاكل التي طرحت على الفكر الغربي مدة أجيال طويلة. وكان الكثيرون يطالبون بأن يطلعوا على عقائدها وتاريخها حتى أننا شعرنا بضرورة شرح الأرثوذكسية في كتب ومجلات تكتب بأسلوب يوافق العقل الغربي وتعرض له المشاكل التي تعترضه. وهذا ما بدأت “شركة القديسين ألبان وسرجيوس” بعمله الآن.

وقد بلغ الاهتمام بالأرثوذكسية أوجّه في “الحلقة الأرثوذكسية” التي تكلّم أثناءها في ليلة واحدة أعضاء من الكنائس اليونانية والانطاكية والروسية محدّدين مواقف الأرثوذكسية الأساسية مظهرينها بصورتها الحقيقية متجلّية بالروح متسربلة ثوب الحقّ مندفعة بتواضع لخلاص البشر. قالت المجلّة الانكليزية الآنفة الذكر “لقد أصبح الآن معظم الانكليكان واعين لوجود الأرثوذكسية وأهميتها. والكثير منهم يذكرونها دوماً في صلواتهم اليومية لكن الجميع على السواء متعطّشون لسماع أخبارها إذ أنهم يرَوْن فيها بفعل شعورهم الداخلي كنيسة شقيقة لهم لأن إيمانها وترتيبها واحد في الجوهر مع إيمانهم وترتيبهم الخاص.

ولا شك أن وجود جهابذة اللاهوت الأرثوذكسي في ابنغدن كالأب الهولاندي ألكسي فان در منسبروك (A. Van Der Mensbrugghe) والأستاذ فرخوفسكي كان له أثر عظيم في تقوية هذا الشعور.

الحركة في المؤتمر

يمكنني أن أقول دون مبالغة أن وفد الحركة لعب دوراً هاماً في المؤتمر وأن الجميع شعروا بوجود الحركة وكان تأثيرها ظاهراً في نواحٍ متعدّدة.

فمن جهة كان وجود الحركة هناك سبباً لتعرّف الغرب الى المسيحيّين العرب عامة الذين كانوا يجهلون عنهم كل شيء والى الحركة خاصة. مثلاً بعد المحاضرة التي ألقاها الأستاذ خضر عن الحركة أخذت الأسئلة تنهال بكثرة لاستيضاحه عن حياة المسيحيّين في الشرق وطقوسهم ونشاطهم الروحي وكانت تنجلي بهذه الطريقة أوهام كثيرين.

ومن جهة ثانية كان وفدنا يؤلف وحدة لا تتجزأ مع بقية الوفود الأرثوذكسية وكان عاملاً على تقوية الشعور بالوحدة الكنسية بين مختلف فروع الأرثوذكسية العالمية يحمل مشعل الجامعية والتقارب والاتحاد وكان دون مبالغة الداعي الأكبر لإحياء وتحقيق هذه الوحدة حتى ان الشباب الذين كانوا في المؤتمر عزموا على العمل في الحركات الأرثوذكسية في بلادهم بصورة جدّية على إيجاد علاقات دائمة بين حركاتهم وحركتنا وشعروا بالمسؤولية الشخصية الملقاة على كل واحد منهم في حقل الاتحاد الأرثوذكسي.

وأخيراً فقد ساهم الوفد جدّياً في المناقشات والدراسات فكلّفني أن أتكلم باسمه أثناء “الحلقة الأرثوذكسية” ولم يدع فرصة تمرّ وإلا ويعرب فيها عن رأي الأرثوذكسية في الموضوع باحترام تام لآراء بقية الكنائس مما أكسبه عطف الجميع كما صرّح الدكتور زرنوف أمين سرّ المؤتمر. أما الأستاذ فرخسوفسكوي أحد كبار أساتذة اللاهوت فقد قال “إنني معجب بحركة الشبيبة الأرثوذكسية نظراً لتمسّكها الواعي بالعقائد الأرثوذكسية كاملة غير منتقصة وبالوقت نفسه بروحها المُحبة والمنفتحة تجاه بقية الكنائس” وأضاف “إن هذا نادر الوجود عند اللاهوتيين أنفسهم لأن كثيرين من هؤلاء إما يتعصّبون لآراء كنيستهم فلا يفهمون آراء الباقين وإما يتهاونون بآراء كنيستهم رغبة منهم بإيجاد التفاهم والتقرّب مع الباقين”.

في هذه الصفحات القلائل حاولت أيها القارئ أن أعرض لك اختباراً روحياً عميقاً عشنا حقيقته مدّة أسبوعين كاملين في ابنغدن. ونهار الاثنين في 12 آب غادرنا هذه المدينة متوجّهين الى لندن للاتصال بالشخصيات المسيحية هناك وفي الرابع عشر من شهر آب غادرنا العاصمة الانكليزية وفي قلوبنا إيمان أكيد راسخ بالمسيح يسوع الذي دعانا الى حقل عمله وبالكنيسة الارثوذكسية عروس المسيح التي رأينا نورها يسطع في ابنغدن بلمعان فائق لم تكن تتصوّره عقولنا نحن الذين أضعنا في بلادنا معنى الكنيسة الحقيقي. وكانت اختباراتنا في سويسرا وفرنسا واليونان تثبت هذا الإيمان كما سترى في العدد المقبل ان شاء الله.

 ألبير لحّام

مجلة النور تاريخ 01-12-46  ص 233-240

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share