صاحب السيادة المطران بولس الجزيل الاحترام،
بعد لثم يمينكم وطلب دعائكم و بركتكم ،
عطفاً على كتابكم، الذي حمل عدّة اقتراحات من قبلكم تتعلّق بعمل حركة الشبيبة الأرثوذكسية في حلب وعلاقتها بالأمانة العامّة للحركة وسائر المراكز، وعطفاً على ما ورد فيه حول إشغال بيت الحركـة وإدارة مركز المؤتمرات في الجديدة، جئنا بكتابنا هذا، بعد استمزاج رأي الأمين العام الأخ رينه أنطون، والأخوة الأمناء العامين السابقين ألبير لحام، ريمون رزق، شفيق حيدر وطوني خوري والأخوة المسؤولين في المركز، نرفع الى سيادتكم ما يلي:
أولاً: أننا حريصون أشدّ الحرص على وحدة العمل الكنسيّ في الأبرشية، لذلك فالحركة تعمل، منذ تأسيسها، في كلّ أبرشية برعاية واشراف راعي الأبرشية الذي هو رمز وحدتها بل عنصر وحدتها والمشرف على المواهب المتعدّدة فيها ” على قدر ما قسم الله لكلّ واحد من الايمان” (رو 12).
ثانياً: بهذه الروح تؤكّد الحركة في حلب لسيادتكم أنها توافق على اقتراحكم تعيين مسؤول الارشاد فيها مع مشاورة رئيس المركز بذلك. كما توافق على أن يُنتخب رئيس المركز من ستة أسماء توافقون عليها. وتوافق على أن يضع المركز برنامج عمل فصليّ يعرضه على سيادتكم ويشرف على حسن تنفيذه أمامكم رئيس المركز والمسؤول عن الارشاد.
ثالثاً: من الواضح يا صاحب السيادة، ان الحركة ليست إحدى المؤسسات الطائفية ولا هي إحدى الجمعيات الطائفية التي يؤلّفها أو يعيّن أعضاءها أو إدارتها مجلس الأبرشية الذي يعاون سيادتكم، لذلك فهي لا تُسأل أمامه. في هذا السياق تعتبر الحركة في حلب أن المرجعية الوحيدة المباشرة لها هي سيادتكم. ومن البديهي أن لكم، إذا شئتم، اطلاع مجلس الأبرشية على نشاطها وما تستلمون من تقاريرها. أما إذا ساهم بعض الحركيين في مجالس ومنظمات الأبرشية بحكم أنظمتها، فهذا لا يعني أنهم يمثلون الحركة فيها، بل يتصرفون فيها بحسب مواهبهم وضميرهم.
رابعاً: نرجو أن تتفهّموا، صاحب السيادة، أن مركز حلب، كسائر المراكز الحركية، لا علاقة له بأيّة أبرشية غير تلك التي يعمل فيها وليس له علاقة بالبطريركية لأن شؤون هذه العلاقات منوطة بالأمين العام للحركة. أما إشراف الأمانة العامة على عمل المراكز الحركية ولقاء هذه المراكز في إطار الاجتماعات والمؤتمرات والأنشطة التي تدعو إليها، فما هو إلا تجسيد لوحدة الانتماء الى هذا التيار النهضوي التي تجمع بين المراكز وإطار لتبادل الخبرات بينها والمشاركة في التفكير والتخطيط والافادة من المواهب المختلفة سعياً الى ترسيخ الفكر المشترك والرؤية الأنطاكية الواحدة. ونحن على استعداد لنطلع سيادتكم على مقررات تلك المؤتمرات والاجتماعات العامة التي يشترك فيها المركز.
خامساً: إن إشراف حركة الشبيبة الأرثوذكسية على مركز المؤتمرات في الجديدة وإدارتها له إنّما هو تتويج للجهد المادي والمعنوي الذي بذله الحركيّون من اجل بناء هذا المركز وتنفيذ لاتفاق مع سيادة راعي الأبرشية السابق المثلّث الرحمات المطران الياس يوسف. إن بناء هذا المركز أتى تلبية لحاجـة، لحظناها في سياق عملنا التربوي والارشادي، لا تزال قائمـة. وكما تعلمون أننا لم نبخل يوماً، مالاً وجهداً، للمساهمة في بناء هذا المركز وإنمائه وتطويره، وأن إدارتنا له لم تمنع أيّ من الهيئات والمؤسسات الكنسية الأخرى، في الأبرشية والأبرشيات الأخرى، من إشغال هذا المركز لخدمة عملها. ويسعدنا أن تعيّنوا أحد الآباء ليقيم في الدير ويشرف روحياً على النشاطات التي تجري فيه ويخدمها ليتورجياً. إلا أننا لا نرى ضرورة لتعديل أسلوب العمل الحالي في الدير طالما أن الأمور فيه سائرة سيراً حسناً، ولا نرى فائدة من إثقال المركز بتقديم المزيد من الرسائل والبيانات والتقارير باستثناء البيان السنوي الذي سنرفعه الى سيادتكم.
صاحب السيادة
نتوق الى أن نتحرّر من لغة تبادل الرسائل لنلتقي مباشرةً، أباً وأبناء، لنزيل الشوائب التي تعتري عملنا في خدمة الرب يسوع باشراف سيادتكم فنرجو أن تسمح محبتكم الأبوية وحكمتكم بالموافقة على ما عرضناه أعلاه معتبرينه جزءاً من نظام عملنا ببركتكم في أبرشية حلب المحروسة من الله.
عن أبنائكم في حركة الشببية الأرثوذكسية
نهاد خوري