التجلي

mjoa Sunday July 20, 2008 394

بعد ان أنبأ يسوع اول مرة بآلامه وموته وقيامته علّم تلاميذه عما يطلب منهم: “من اراد ان يتبعني فلينكر نفسه ويتبعني” بعد هذا بستة أيام كما ورد عند متى ومرقس تجلى امامهم. اما لوقا فيقول ان هذا حدث له “بعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام”. لماذا هذا الفرق؟ هنا لا بد ان نعرف ان رقم 8 رقم رمزي لا رقم تاريخي ويدل على الحياة الأبدية, رقم لاهوتي أراد به لوقا ان يوحي ان حادثة التجلي كشف مسبق، مؤقت لقيامة السيد التي تدشّن حياتنا في الملكوت.

.

 لوقا ينفرد عمن قبله من الإنجيليين ليقول ان السيد صعد الى الجبل ليصلي. وبينما هو يصلي “تبدل منظر وجهه”. الصلاة التي جعلت الرب يتصل بالآب كانت السبب لتبدل منظر وجه المسيح. التحول المحسوس كان في جسده وكان في ثيابه  التي “تلألأت ناصعة البياض”. تلألأت كالنور يقول متى او كالبرق، يقول مرقس. الانجيليون الثلاثة يؤكدون ان ايليا وموسى ظهرا له يكلمانه. ينفرد لوقا بقوله انهما تراءيا في المجد فإنهما قد عادا الى الله بطريقة غامضة. فعن موسى قال الكتاب ان الله دفنه ” ولم يعرف احد قبره الى يومنا هذا” ( تثنية الإشتراع 34: 6 ). وفي الفكر اليهودي اللاحق انه أصعد الى السماء. وعن ايليا انه “صعد في العاصفة نحو السماء” (2 ملوك ‌ك 2: 11 ).  تراءيا ليسوع في وضع سماوي كانا قد صارا اليه.

 وحده لوقا يحدثنا عن مضمون الحديث الذى جرى بين الثلاثة: “اخذا يتكلمان عن خروجه من اورشليم” اي آلامه. يسوع وحده كان المجد معه كاملا منذ الآن قبل قيامته فلما نظر اليه التلاميذ عاينوا مجده. وعند ظهوره في هذا النور للنبيين “ظهر غمام ظللهم ودخلوا في الغمام”. السحابة هذه كانت ترافق العبرانيين عند خروجهم من مصر وكانت رمزا للحضرة الالهية التي كانت تسير مع هذا الشعب في صحراء سينا حسبما ورد في سفر الخروج: “لم يستطع موسى ان يدخل خيمة  الموعد ( او مضرب الشهادة ) لان الغمام كان حالا عليه ومجد الرب قد ملأ المسكن. غير ان موسى رأى المجد ظاهرا على جبل ثابور في شخص المسيح ودخل موسى في المجد حقيقة للمرة الاولى. ” ورأينا مجده مجد وحيد الآب” ( يوحنا 1: 14 ).

 نلاحظ ان حديث موسى وايليا مع السيد عن آلامه يرافق ظهور المجد على جسد يسوع وكأن المعنى المقصود ان آلام الرب كانت طريقه الى المجد. عندنا على الجبل حادثة نور يسطع وخلال انكشاف النور يدور الحديث عن موت المعلم. هذا الموت اذاًكان طريق يسوع الى القيامة. آلام السيد تقوده الى مجده والمجد المكشوف على جبل التجلي هو اياه الذي سيصير المسيح اليه اذا مات.التجلي بطريقته ينبىء عن تلازم الصليب والقيامة. فإذا سطع النور في المسيح البازغ من القبر يذهب اليه اهل العهد القديم ويتقدسون به ويجدون فيه ملء مقاصدهم. انت لا تفهمهم الا من خلال المسيح الظافر.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share