الصليب للقديس يوحنا الذهبي الفم

mjoa Sunday September 7, 2008 496

  الصليب أباد قوة الموت وحطم قدرة الشيطان ولاشى قوة الخطيئة. أنقذ الارض من الضلال وجدّد الحقيقة وطرد الشياطين ونقض هياكل الاصنام وأباد الذبائح الوثنية وغرس الفضيلة وأسس الكنيسة. الصليب إرادة الآب ومجد الابن ومَسَرَّةُ الروح القدس ومديح بولس القائل: “واما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح” (غلاطية 6 :14). الصليب أوضح من الشمس وأكثر لمعانا من الاشعة لانها لما أظلمت أضاء الصليب متلألئا، حين أظلمت الشمس لم تتلاش بالكلية بل غلبتها انوار الصليب. الصليب مزّق صك الخطيئة وأبطل ظلام الموت. الصليب رمز المحبة الإلهية لأن الله قد أحب العالم هكذا حتى انه بذل ابنه الوحيد لئلا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا 3: 16). 
 

.

 ويقول بولس ايضا: “لانه ان كانت مصالحتُنا مع الله بموت ابنه حين كنّا أعداء، فأحرى اذ كنا متصالحين أن نخلص بحياته” (رومية 5: 10). الصليب سور وطيد، وسلاح لا يُقاوم. ركن الاغنياء وثروة الفقراء، حامي المظلومين وسلاح المعرَّضين للهجوم، رادع للشهوات وأساس للفضيلة، إشارة عجيبة مدهشة: “فأجاب الرب وقال لهم: إن الجيل الشرير الفاسق يطلب آية ولا يُعطى له آية الا آية يونان النبي” (متى 12: 29)، وقد قال بولس ايضا: “لان اليهود يبتغون آية واليونانيين يطلبون حكمة، اما نحن فنبشر بالمسيح مصلوبا، وذلك معثرةً لليهود وجهالة عند اليونانيين” (1كورنثوس 1: 22-23). الصليب فتح أبواب الفردوس وأدخل اللص اليه. أدخل الجنس البشري الى ملكوت السموات بعد أن أشرف على الهلاك، ولم يستحق حتى الارض. لقد كان الكثير بواسطة الصليب وسيكون ايضا.
 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share