طبعات أخرى: منشورات النور – الطبعة الثانية – 1974
منشورات النور – الطبعة الثالثة – 1980
منشورات النور – الطبعة الرابعة – 1986
لست بفيلسوف ولا بلاهوتي ولذلك فليست لي الكفاءة لأفي هذا الموضوع حقه. ولكنني بداعي التربوية احتككت كثيراً بالشباب واجتهدت في أن أصغي إلى مشاكلهم وأتفهمها. وقد شعرت بحاجة الشباب الملحة إلى جواب عن الأسئلة التي يطرحها الكون والحياة على عقلهم المتيقظ والمتعطش إلى الحقيقة وشخصيتهم القلقة التائقة إلى حياة كاملة. رأيت بنوع خاص حاجتهم إلى جوا ب مقنع عن السؤال الرئيسي الذي به ترتبط كل الأسئلة ألا وهو : ما هو سر الوجود؟ هل أنّ هذا الكون هو مجرد مجموعة قوى وجدت بذاتها تتفاعل بموجب نواميس عمياء دون أي هدف أو غاية، أم أن للكون مصدراً متعالياً عليه يعطيه وجوده ومعناه ؟ هذا التساؤل القلق الذي وجدته عند اخوتي الشباب في مرحلة دقيقة من نموهم لم تعد تكفيهم فيها ديانة طفولتهم وتسليمها الأعمى، هذا العطش الذي لمسته فيهم إلى الحقيقة، وخطر التيارات الإلحادية المحيطة بهم من كل جانب في عالم فقد صوابه، كل ذلك دفعني إلى الدرس والتنقيب على قدر إمكاناتي للإجابة عن أسئلتهم في نور حقيقة الله الأزلية. لذلك أقدم لكم دراستي، يا أحبائي الطلاب، كثمرة لاتصالاتي الطويلة بكم وللأحاديث التي جرت بيننا والاجتماعات التي ضمتنا. أقدمها لكم وأنا شاعر بتقصيري ولكني أرجو أن تكون هذه الدراسة المتواضعة حافزاً لكم على اللجوء إلى المراجع القيمة التي تعالج هذا الموضوع لتحتكوا بها شخصياً وتسترشدوا النور الذي تلقيه. واضرع إلى ذاك الذي هو موضوع هذه الدراسة أن يكمل فيكم نقصها وان يرتضي باستخدامها لمجد اسمه.