الطفل بين أبويه والله – “نحن وأولادنا”- منشورات النور – الطبعة الثانية – 1993

mjoa Wednesday September 24, 2008 204

طبعات أخرى: منشورات النور – الطبعة الأولى – 1981

 

Attoufulهذا الكتاب أبصر النور لأول مرة سنة 1981، إذ صدر عن منشورات النور، في سلسلة “نحن وأولادنا” التي كان يشكّل عددها السادس. وقد كان مضمونه في الأصل نصّ محاضرة ألقيت في آيانابا (قبرص) في حلقة دراسية مسكونية حول “الأسرة والطفل المسيحي في المجتمع المعاصر”، عقدت في آب 1979.

.

ولما كان الكتاب قد نفد منذ أمد بعيد، فقد رأيتُ أن أعدّ له طبعة ثانية تضاف إليها بعض الحواشي كما ويزاد إليها ملحق يتضمن نص حديث ألقي على أهل أولاد “أسرة الطفولة” في حركة الشبيبة الأرثوذكسية، في طرابلس، في حزيران 1990.

إن النصيّن الأول والثاني اللذين تتكون منهما هذه الطبعة الجديدة يتمحوران حول بُعد من ابعاد التربية الدينية لا يزال التطرق إليه نادرًا، على ما أعتقد، في مكتبتنا العربية، ألا وهو البعد النفسي – العلائقي. والواقع أن هذا البعد بالغ الأهمية. فالمربي الديني لا ينقل الرسالة من خلال تعابيره وسلوكه وحسب، على أهميتهما الكبيرة، بل وأيضًا – وربما خاصة – من خلال العلاقة – بوجهيها الواعي واللاواعي – التي تقوم بينه وبين الولد أو المراهق، والتي تضفي على ما يقوله ويفعله نبرة قد تعطيه حرارة ومصداقية أو قد تنقضه وتشوهه وتفرغه من كل حرارة وتجرده من كل قدرة على الإقناع. هذا صحيح خاصة إذا كان هذا المربي الديني والدًا أو والدة، نظرًا لعمق العلاقة الوجدانية التي تربطه بالولد وما تحركه هذه العلاقة من انفعالات قوية وغامضة في نفس هذا الأخير تمدّ جذورها إلى المرحلة الأولى من العمر. لا بل ان للوالدين أثر بالغ في التربية الدينية سواء قاموا بها مباشرة أو لم يقوموا. إنهم، شاؤوا أو أبوا، يرسمون في نفس الطفل مخططًا عن الله، سواء حدثوه عنه أو لم يحدثوه. ولا بد لكل تربية دينية لاحقة أن تندرج في خلفية هذا المخطط (سواء وافقته أو عارضته) نظرًا لعمق الأثر المبكّر الذي يتركه الوالدان في وجدان الطفل وفي ما هو أبعد من الوجدان. من هنا أنه لا بدّ للتربية الدينية أن تأخذ بعين الاعتبار الجدّيّ هذا الأثر وذاك المخطط، وذلك لكي تستقيم وتكون فعالة ولكي تتحاشى مغبة الوصول إلى عكس ما تبتغيه.

إن المؤلف وظّف في هذا الكتاب، إلى جانب خبرته التربوية في الحقل الديني وفي الحقل العام – بما في ذلك خبرته كوالد لثلاثة أولاد- تنشئته السيكولوجية، ومنها خاصة الأبحاث التي قام بها في إطار إعداد رسالة دكتوراه دولة ناقشها في نهاية 1981 أمام كلية الفلسفة في جامعة ليون الثالثة (فرنسا) حول موضوع “الصور الوالدية والمواقف الدينية”. وهو يرجو أن يكون عمله الحاضر هذا، على تواضعه، مفيدًا للمضطلعين بالتربية الدينية، من والدين وسواهم.

 

طرابلس – الميناء في 17 شباط 1993

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share