أمثال الملكوت (مقتبس عن كتاب ليواكيم يارمياس) – منشورات النور – الطبعة الأولى – 1983

mjoa Wednesday September 24, 2008 207

طبعات أخرى: منشورات النور – الطبعة الثانية – 1992

 

amthalهذا الشرح للأمثال يقصد خاصة إظهار ما كان يعنيه الرب يسوع نفسه عندما تلفّظ بها. وهذا ما يفترض تحديد الظرف الذي قيل فيه كل منها والجمهور الذي كان موجَّهًا إليه، كما أنه يفترض دراسة لغوية دقيقة للنص (بالرجوع إلى أصله اليوناني وأحيانًا بمحاولة استعادة الصيغ الآرامية التي تكلم بها الرب يسوع والتي يترجمها هذا النص اليوناني) ومقارنته مع الأدب الديني اليهودي ومع أسفار العهد القديم، ويتطلب كذلك استنادًا إلى المعلومات التاريخية والأثرية التي تلقي ضوءًا على البيئة التي عاش وتكلم فيها الرب يسوع وعلى قوانينها وعاداتها ونمط معيشتها. مرورًا بهذا المجهود الشاق نستطيع أن نستقصي ما قصده الرب يسوع بالضبط في كل من هذه الأمثال التي كان من خلالها يكشف لسامعيه أسرار الملكوت الذي به أتى إلى العالم. وهكذا يتاح لنا إذا تأملنا روحيًا في الأمثال وحاولنا أن نترجمها إلى حياتنا الحاضرة، أن ننطلق لا من تصورات ذاتية عن معانيها بل من المعنى الذي شاءه لها الرب نفسه. فيكون التنقيب العلمي الرصين وسيلة لإستكشاف الرسالة الإنجيلية في أصالتها المحيية.

.

إن من بين الذين خاضوا عملية التنقيب هذه يحدوهم شوق عظيم إلى تقصي معاني كلمات الرب، الشارح الألماني الكبير للكتاب المقدس يواكيم جارامياس أستاذ العهد الجديد في جامعة غوتنغن.

إن الدراسات التي سوف تلي هذه التوطئة تستلهم عن كثب أحد كتبه “أمثال يسوع” (في ترجمته الفرنسية الصادرة عن منشورات Le Seuil، سنة 1968)، وهو كتاب يجمع إلى الدقة والعمق السلاسة والوضوح.

لن يتناول الشرح اللاحق الأمثال كلها، إنما عددًا منها موزعًا حسب الموضوع وفقًا للجدول التالي:

1- الأمثال التي تعلن رأفة الله بالخطأة: مثل العشاء الكبير، مثل الابن الشاطر، مثل الخروف الضائع، مثل الدرهم الضائع، مثل عمّال الكرم، مثل الفرّيسي والعشّار.

2- الأمثال التي تدعو إلى الثقة بخلاص الله: مثل حبة الخردل، مثل الخميرة، مثل القاضي الظالم، مثل الصديق الذي طُرق بابه ليلاً.

3- الأمثال التي تدعو إلى السهر لمواجهة الأزمة المصيرية العتيدة: مثل الوكيل الخائن، مثل الغني ولعازر، مثل المدعو الذي لم يكن مرتديًا لباس العرس، مثل العذارى العاقلات والعذارى الجاهلات.

4- الأمثال التي توضح كيف ينبغي أن يحيا من تتلمذ ليسوع: مثل الكنز في الحقل، مثل اللؤلؤة الفريدة، مثل السامري الشفوق، مثل المدين عديم الشفقة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share