نواة هذه الدراسة كانت حديثًا دُعيتُ إلى إلقائه في لقاء جمع العديد من الشبان والشابات الجامعيين من مختلف أبرشيات الكرسي الأنطاكي الأرثوذكسي في سوريا ولبنان في دير ما جرجس الحميراء في أواخر أيلول 1982. كان الموضوع العام لهذا اللقاء: كيف تتجلى صورة المسيح في مختلف نواحي الحياة؛ وأُسندت إليّ مهمة الحديث عن تجلّيها في ميدان الزواج والأسرة. وكعادتي في هذه المناسبات طلبت أن أحصل قبل الحديث على قائمة من التساؤلات التي تمثل فعلاً هواجس الجمهور الذي سوف أتوجّه إليه. فكان أن رُفعت إليّ عدّة أسئلة حصرتُها بما يلي حرصًا على التركيز ومراعاة لحدود الوقت:
• المفهوم الروحيّ لسرّ الزواج.
• البعد الروحيّ للعلاقة الجنسية بين الزوجين.
• العلاقة بين أفراد الأسرة المسيحية.
• دور الأسرة في العمل الرعائي.
• شهادتها المسيحية في العالم.
وقد عالجت ما تيسّر من هذه الأسئلة في لقائي مع الشباب المذكورين يوم 28 أيلول 1982. ثم شئت أن أنطلق من عناصر حديثي هذا لأتوسع في الموضوع، شعورًا منّي بأهمية التساؤلات المطروحة بصدده وقلة المراجع بشأنها في اللغة العربية. فكانت هذه الدراسة التي رحّبت إدارة منشورات النور بفكرة نشرها ضمن إطار سلسلة “الإنجيل على دروب العصر”.
فالرب أسأل أن يؤهّلها كي تقدّم، على اختصارها، بعض الفائدة إن للذين انخرطوا في سياق الحياة الزوجية والوالدية، أو للشبان والشابات الذين يتطلعون إليها بشوق قد يشوبه شيء من القلق. كما أنني أرجو أن يجد من شاء من هؤلاء وأولئك أن يتوسّع في الموضوع، دليلاً إلى ذلك في أسماء المراجع التي استندت إليها الدراسة والمذكورة في حواشي الكتاب.
أسكلة طرابلس، لبنان، في 14 تشرين الثاني 1982.
ك. ب.