كلمة الأب ثيودور (الغندور) في يوم رسامته الكهنوتية

mjoa Thursday October 9, 2008 339
” لا يستهنّ أحد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان في الطهارة ” .

بهذه العبارة توجه الرسول بولس إلى تلميذه تيموثاوس منذ زمن طويل وقد لمستُ بهذه الآية ما جعلني أضعها نصب عينيّ لتكون دستوراً لحياتي الكهنوتية وسأحاول جاهداً أن أعي كل كلمة من كلماتها وأن أعيش هذه الآية بكل ما أعطانيه الله من طاقة ونعمة أليس هو من اختارني أنا المجبول بالخطايا لأكون كاهناً على مذبحه المقدّس ؟ سأسعى دائماً أن أكون كلوحِ زجاجٍ شفّاف يسمح للناظرين من خلاله أن يتمتعوا برؤية الرب يسوع المسيح مرتفعاً على الصليب لخلاصنا نحن البشر غير المستحقين. لذا أرجو منكم جميعاً أن تحذو حذوي في الخير الذي أفعله لأنه هبة الله لي وأن تبتعدوا عن تقليد الشر الذي قد أفعله لا سمح الله لأنه نتيجة الضعف البشري وأسألكم حينها أن تنبِّهوني على ذلك الشر لأتجنب تكراره في حياتي فجلّ من لا يخطئ.

.
وما تناسُب هذه الرسامة مع عيد رفع الصليب الكريم المحيي إلا تذكيراً لي بأن الكهنوت الحق هو على مثال كهنوت المصلوب الذي من على الصليب قدّم نفسه ذبيحة فداءً عن خطايانا وجهالاتنا وهو الكاهن الوحيد والأعظم الذي لم يأتِ ليُخدَم بل ليخدم ويبذل نفسه فداءً عن أحبائه ألا يعني ذلك أنه حريٌّ بنا نحن الذين أنعم علينا هو بنعمة الكهنوت أن نسكب المسيح الساكن فينا ونجعله يشرق على كل الكون فنكون حينها شهوداً لمحبة الثالوث الأقدس للبشر. وكما أننا لا نستطيع أن نطلب من النور أن يعطي ظلمة هكذا لا يستطيع الذي يحيا المسيح إلا أن يعكس المسيح في كل أعماله وتصرفاته وحياته.
وبما أنه لا يصل أحد إلى مكان ما بمفرده  فبمعونة الله ونعمته يكون هناك مؤازرة بشرية واضحة لمسيرته فالله يعمل من خلالنا نحن البشر إذا ما تجاوبنا مع نداءاته. عليّ بعد شكر الله أن أتوجه بالشكر إلى صاحب السيادة المتروبوبوليت اسبيريدون الذي هو بالنسبة لي الأب والموجِّه والحاضن والمشجِّع والذي أشكر له الثقة التي أولاني إياها بوضع يده عليّ ليجعلَني كاهناً للرب العليّ. كما أشكر الأب جورج معلوف أبي الروحي الذي واكب خطواتي السهلة والمتعثرة ومدّ لي يدَ العون في أوقات صعبة يمرّ بها كل إنسان سالك في طريق الرب حتى وصلت إلى هذا اليوم المجيد.كما أشكر أيضاً الأرشمندريت بندلايمون فرح على كل الإرشادات التي أحاطني بها  والتي أثمرت في كثير من الأحيان إيجابيات جمة.  وقبل الأمور الروحية كان هناك حياة أخرى علمانية بدأت هبة من الله منّ بها على أبي وأمي فاستقبلاني بفرح وربياني بعناية وحافظا عليّ كوزنة ثمينة عليهما الاتجار بها وإعادتها إلى السيد مضاعفة ليقول لهما اليوم ” نِعِمَّ أيها العبد الأمين كنتَ أميناً على القليل فسأقيمك على الكثير” . كما وأشكر أخي وأختي اللذان تحمّلا مني الكثير وصبرا عليّ وسانداني وشجعا فيّ الشعور الذي جعلني أتكرّس لله وأقدم له ذاتي وما زالا حتى اليوم يفعلان وسيفعلان دائماً. وأشكر كل قريب وصديق وزميل سواءً في الإعلام أو التعليم أو في البلمند وكذلك الأصدقاء في الجمعيات التي انتسبت إليها وبالأخص جمعية الكشاف اللبناني ومكتب النشاطات الروحية وإدارة وشبيبة مركز مار نقولا للخدمات الاجتماعية  وهذه الرعية بمجلسها وأبنائها الذين كان لهم أثر في حياتي وأسأل الله أن يمنحهم جميعاً الصحة والعافية وأن يقدّرني على حملهم في صلاتي وتقديمهم على مذبح الرب قرابين حية أمام عرش الله العليّ . وأتوجه إليكم أيها الإخوة الكهنة والرهبان والراهبات سائلاً إياكم الاّ تنسوني بصلواتكم .كما وأشكر جميع الذين حضروا لمشاركتنا الصلاة لكي يوفقني الله في هذه الرسالة التي أنا مزمع القيام بها.
وإخيراً سوف أجاهد أن أبقى شاخصاً إلى الرب يسوع سيد حياتي ، الينبوع الوحيد لكل كاهن والمثال الفريد للكهنوت لأحاول أن أصير مع الرب يسوع وفيه كاهناً له إلى الأبد .
السبت 13 أيلول 2008
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share