بعض الخواطر حول إرشاد الطالب الثانوي

mjoa Saturday October 18, 2008 317

 

1- ما موقع الثانوي في سياق المراهقة؟
تندرج مرحلة الثانوي في المراهقة التي تمتد تقريباً من عمر 13 سنة حتى 21 سنة. الطالب الثانوي بين 16 و18 سنة هو في مرحلة المراهقة الكبيرة، مرحلة متقدّمة من مراحل المراهقة. في هذه الفترة تهدأ فورة المراهقة، ويسود هذه المرحلة بعض الإستقرار والتوازن. المرحلة الأولى عمر مقلق وعديم التوازن بينما هذه المرحلة، ولو لم تبلغ مرحلة التوازن، إنما هي أكثر إنسجامًا من المرحلة التي سبقتها. هي مرحلة يتسارع فيها نمو الشخصية وتبرز معالمها كما أنها فترة خيارات مستقبلية حاسمة على الصعيد الدراسي والمهني، لذلك هي بالغة الأهمية ومثيرة للقلق.

.

2- بعض مجالات الشخصية المراهقية في عمر الثانوي
لدينا مراجع مهمة بخصوص مواصفات الطالب الثانوي: صدر كتاب قيم في مصر سنة 1979 للدكتورة منيرة حلمي عنوانه (مشكلات الفتاة المراهقة وحاجاتها الإرشادية). صدر هذا المرجع عن دار النهضة العربية. إنه مرجع شيق وسلس جداً في طريقة عرضه. وهناك مرجع آخر للدكتور عزت حجازي عنوانه (الشباب العربي والمشكلات التي يواجهها) في سلسلة “عالم المعرفة” .

 

 

بعض مجالات الشخصية المراهقية

أ‌- الفكر
تشهد هذه الفترة نمواً فكرياً ملحوظاً إذ تترسخ عند المراهق القدرة على التجريد التي برزت في مطلع المراهقة. هناك اختبار للعالم السويسري الشهير (جان بياجي) وهو اختبار بسيط (:أن نقول بأن جورج ذو لون أفتح من لون نبيل وهو أغمق من لون سمير فمن هو الأفتح بين الثلاثة؟). قبل سن الـ 11-12 لا يستطيع الشخص الإجابة. فيما بعد تزداد القدرة على التجريد وتنمو العملية الفكرية وتزداد شيئاً فشيئاً لأن المراهق ينطلق من معطيات محض افتراضية ليكّون فكرة واستدلالاً منطقياً كأن يسأل عن كيفية وضع العالم لو لم يكن هناك حرب. إنها درجة متطورة من التجريد بالنسبة لبداية المراهقة. وفي هذا العمر يصبح المراهق قادراً على بناء نظريات وتكوين نظرية شخصية عن الأمور تتغذى من نتيجة تحصيله في المدرسة في حقل العلوم والفلسفة ويصبح مُتَحسِّساً لبعض المذاهب الفكرية فيتبنى بعضها أو أحدها بحماس وتبدأ عنده الروح النقدية. وبالروح النقدية التي يمارسها حول كل المسلَّمات التي يتلقاها يؤكد فرادته ويسعى لتحقيق فكره الشخصي. ولكن هذا الفكر لا يزال يحتاج إلى النضج لأنه ولئن أطلق العنان لتفكيره إلا أنه لا يتجه به بشكل موضوعي ويرى العالم من خلال مشاعره ويضفي الصفة الذاتية على سائر الأمور.

 

 

انه إذاً غير موضوعي كفاية وتعوزه الدقة والمرونة في التفكير فإذا استنتج بالغ في الإستنتاج ووصل لنتيجة مطلقة قاطعة ولو على حساب الدقة وعلى حساب إغفال بعض النواحي من الأشياء. ثم نرى أن ما يشجعه على عدم المرونة والدقة عدم هضمه كفاية لما وصله من أفكار عبر المطالعة. هضمه لها مجتزأ، لذلك يسيء أحيانًا كثيرة استعمالها. ويفرط المراهق أحياناً في استعمال الأداة النقدية حتى يستميت في تأكيد ذاته. يجادل، من أجل المجادلة، من جهة حتى يمارس هذه الموهبة وهذه الروح النقدية وبالوقت نفسه ليستميت في تأكيد ذاته. هكذا يتعطّل المنطق عنده الذي يروح يدور في الفراغ. وهذا ما يثير الراشد لأنه لا يعرف ما يقصد مخاطبه من وراء هذا الشطط. ومن حدود العمر عند المراهق التفاوت الصارخ بين فكره وسلوكه وهي أمور شائعة على كل حال عند الراشد، وما يعذرها عند المراهق أنه لم ينضج بعد. نراه يصوغ نظريات عن المجتمع المثالي تشبه نظرية المدينة الفاضلة عند الفلاسفة في حين أن تصرفاته الإجتماعية الراهنة هي أبعد ما يكون عن هذه المثاليات.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share