خواطر في “المصاحبة” وشروط نجاحها.

mjoa Saturday October 18, 2008 285

 

 

 أنت الذي تود ان “تصاحب”، أنتِ التي ترغبين ان “تصاحبي”، هل ترغبان ان تكونا على بيّنة مما سوف تقدمان عليه، ان تدخلاه مفتوحي الأعين، كي تأتي خبرتكما هذه أكثر غنىً وأقل خطرًا؟
 لا بد إذاً ان تواجها السؤال: ما هي المصاحبة في آخر المطاف؟ فتجدان انها توظيف لطاقة الحب التي بدأت تتيقظ فيكما، تفتنكما وتقلقكما بآنٍ معًا, توظيفها في ممارسة على الأرض تسمح باكتشافها وبلورتها، وتقصّي مجاهلها وأبعادها، وكل هذه الأحاسيس الجديدة التي تَعِدُ بها.

.

إنها بعبارة أخرى، ممارسة “لعبة الحب”، و”اللعبة” هنا أمر بالغ الجدية، كجدية الطفل الذي يلعب أن يكون سائقًا، أو بائعًا، أو أبًا أو أمًا… يلعب أدوار الحياة ليكتشفها من الداخل، لذا تراه ينصرف الى لعبه بكل اهتمام، ويضع فيه كل قلبه.

 

 

 ولكن “لعبة الحب”، على جديتها، تبقى مع ذلك لعبة، لأن انهماك المراهق (المراهقة) بشخصيته النامية لا يسمح له بعد بالتفرغ إلى الآخر، الذي يقتضيه الحب المكتمل. فالتفرغ الى الآخر يفترض ان ينسى المرء ذاته إلى حدٍ ما. والمراهق (المراهقة) يصعب عليه أن ينسى نفسه بتأزمها وتعقيداتها وتناقضاتها.

 

 

 “المصاحبة” لعبة الحب إذًا، وليست الحب عينه. إنها مجرد اكتشاف واستعداد له. فإذا شئتَ (شئتِ) أن لا تخدع نفسك وأن تعيش هذه الخبرة مفتوح العينين، ينبغي أن تراها على حقيقتها هذه.

 

 

 فإذا كانت المصاحبة “لعبة الحب”، فإنها تقتضي، كي تكون ناجحة، أن يكون لها، ككل لعبة، قاعدة. والقاعدة الأساسية، كما في كل لعبة، هي عدم الغش، أو، كما نقول بالعامية، عدم “الزعبرة”.

 

 

 فمن “يصاحب”، مطلوب منه كي ينجح في “مصاحبته”، كي تغتني شخصيته بها وتنمو، كي يتجنب إيذاء نفسه والإضرار بالآخرين، أن يمتنع عن “الزعبرة” في ثلاثة مجالات:
– أن لا “يزعبر” على موضوع اللعبة.
– أن لا “يزعبر” على شريك اللعبة.
– أن لا “يزعبر” على نفسه.

 

 

أن لا “يزعبر” على موضوع اللعبة أولاً. فاللعبة هي، كما قلنا، لعبة الحب. لذا ينبغي أن تكون حقيقة لعبة الحب، وليس لعبة سواه تحت اسمه. والحب لا يمكن أن يكون حبًا إن لم يكن اتجاهًا إلى الآخر، اهتمامًا به هو على قدر اهتمامي بنفسي، وإلا كان كذبًا وخداعًا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share