الميلاد الآتي

mjoa Monday December 8, 2008 280

شجرة يسّى- أحد الأجداد العيد في الروزنامة آتٍ. ولكن هل انت ذاهب اليه؟ هل تريد مثل الرعاة حول بيت لحم ان تتبع الصوت الالهي القائل : المجد لله في العلى وعلى الأرض سلام ؟ فهل انت راعٍ لقضية الله ام انت راعٍ لخطاياك تسوقها وتسوقك. واذا رعيت خطاياك فاذهب بها الى قدمي السيد وارمها هناك لتتمكن من رؤية مجد الله ساطعا لا في السماء بل فيك لتتقبل في نفسك سلاما.

 

 

واذا لم تحصل لك الرؤية تبقى ساعيا الى ما أُلصق بالعيد من أزياء الغرب : شجرة ومغارة وهدايا وسهرة وقد يعفيك هذا من التغني بيسوع في سر تواضعه وسر سطوعه. انا لا اريد ان اضرب لك ما جعلته لك مسرة. استغرق في هذا الفولكلور ان شئت ولكن ارمِ نفسك في اقيانوس  المعاني التي تنزل عليك من صدر الله.

 

ارجو الا تفضل سطحيات الميلاد على أعماقه وان تقرر الغوص على ينابيع المياه الحية المتفجرة في قلب الله. انت تعرف ما يرويه الانجيل عن الميلاد في متى ولوقا. المهم وراء ما تقرأ. فمما تقرأ ان الرب ولد في مذود بين البهائم. كان هذا لأن غرف الفندق كانت مليئة بأهل بيت لحم الذين عادوا اليها ليتسجلوا في احصاء النفوس الذي أمر به اوغسطس قيصر او كان هذا لأن يوسف لم يكن عنده اجرة الغرفة او غالبا ما كان المذود تابعا للخان الذي امتلأ بالنزلاء فوضع يوسف ومريم في المذود.

 

قلبي وقلبك مذود، مأوى لحيوانية الخطيئة. في هذا القلب يريد المسيح ان يولد اليوم. أدركت الكنيسة هنا المعنى لما رتلت عشية العيد: ” اليوم يولد من البتول الضابط الخليقة بأسرها في قبضته”. واذا ولد المسيح فيك بسبب من الرضا الالهي عليك لا تبقى مذودا لحيوانية الخطيئة بل تصير نفسك بتولا. تدخل في سر مريم هذه التي لم تتقبل زرعا بشريا لتصور بذلك انها حاضن فقط لكلمة الله وعطائه.

 

فاذا انت تخليت عن كل شيء يستعبدك لهذه الدنيا تستعيد نفسك المفقودة الى بهاء عذريتها.

 

الأمر الحاصل معنا هو الآتي ان المسيح يظهر لك في وقت ما من حياتك نورا للعالم. ارجو ان يكون هذا الخامس والعشرون من الشهر بدء الرؤية. اذ ذاك تكون انت المولود، لا من ابيك وامك ولكن من الروح القدس. اذا وهبك العيد ان تحس ان ضياء المسيح يمكن ان يدخل الى قلبك فافتح نوافذه ليرتاح الى المسيح.

 

قد تكون حتى اليوم مرتاحا الى خطيئة تجترها او عيب معشش فيك. في اكثر الناس سيئة او سيئات يألفونها كما يألف الانسان غرفته. ألسنا ننام في خطايانا ؟ اذا جاءك الرب وقال لك : هذا كله غلط. عاداتك وعيوبك وكبرياؤك لا تريحك حقا. هذه خدعة. انا وحدي اريحك ولكن هذا يتطلب شقلبة كبيرة وتعزيلا كبيرا وسأغير محتويات الغرفة واطليها طلاء جديدا. وقد يحدث هذا فيك هزة كبيرة.

 

ألم تقرأ : “لما حان ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة ” ؟  لقد تعبنا كثيرا بلا مسيح. لم تعطنا الخطيئة شيئا. لم تعطنا السياسة شيئا ولا اللهو اعطانا شيئا. وبقينا على جوعنا. الميلاد موسم نذوق فيه المسيح. “ولد لكم اليوم مخلص في مدينة داود هو المسيح الرب” (لوقا 2 : 11). يختبر هذا المخلِّصَ من وُلد المخلص في قلبه فصار به “خليقة جديدة”. الا جعل الله هذا العيد مولدا لنا في النور.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share