الكهنوت الملوكي

mjoa Tuesday December 9, 2008 423

  ملاحظة: الكهنوت الملوكي هو فصل من كتاب’’ كنيسة الروح القدس‘‘ لنقولا أفاناسييف.

 

1- إن الشواهد الكتابية المباشرة في ما يتعلق بالكهنوت الملوكي لأعضاء الكنيسة قليلةٌ، لكنها واضحةٌ بما لا يحتاج إلى شروحات خاصة. فالرسول بطرس يتوجه إلى جميع المسيحيين قائلاً في رسالته:

“أنتم أيضًا حجارةٌ حية فقدِّموا أنفسكم لبناء بيت روحاني للكهنوت المقدس، كيما تقرِّبوا ذبائح روحية يقبلها الله إكراماً ليسوع المسيح…أمَّا أنتم فإنكم ذرية مختارة وكهنوت ملوكي(basiléion hiérateuma) وشعب إصطفاه الله للإشادة بآيات الذي دعاكم من الظلمات إلى نوره العجيب. لم تكونوا شعبًا من قبل، وأما اليوم فإنكم شعب الله، كنتم لا تنالون الرحمة، وأمَّا اليوم فترحمون” (1 بط 2: 5 و9 و10).

ونقرأ في الرؤيا:
“الذي… جعل منا ملوكاً وكهنةً (basieis kai hiéreis)  لألهه وأبيه، فله العزة والمجد أبدَ الدهور” (1: 6).
“وجعلْتَ منَّا ملوكاً وكهنة لإلهنا، ونحن نملك على الأرض”  (5: 10).
“يكونون كهنة الله والمسيح، ويملكون معه ألف سنة” (20: 6).

 

كان العبرانيون شعبَ الله المختار:
“لأنك شعب مقدس للرب الهك، وقد اختارك الرب لتكون له شعبًا خاصًا فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض” (تث 14: 2).
وجبل الله الشعب المختار في العهد القديم لنفسه:
“يمجدني حيوانُ الصحراء، الذئابُ وبنات الأنعام لأني جعلت في البرية ماءً، أنهاراً في القفر، لأسقي شعبي مختاري. هذا الشعب جبلته لنفسي يحدث بتسبيحي” (أش 43: 20-21).

 

ووعد الله شعبه:
“فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصةً من بين جميع الشعوب، فإنَّ لي كلَّ الأرض. وأنتم تكونون لي مملكة كهنة (في السبعينية: basiléion hiérateuma) وأمَّةً مقدسة” (حز 19: 5-6).

 

في العهد الجديد سيكون هذا النسل وهذا الشعب (génos ékléton,ethnos hagion) الذي اختاره وجبله الله، هو المسيحيون الذين لم يكونوا شعبًا من قبل، وأما الآن فإنهم، في الكنيسة، يصبحون شعب الله (Laos Théou). الكنيسة هي شعب الله المختار، وكل مؤمن يكون منتسباً إلى هذا الشعب. إنه laïkos، أي علماني . فمبدأ الإنتماء إلى الكنيسة تجاوَزَ المبدأ العرقي الذي اختير بموجبه الشعب العبراني. والآن: “لم يبقَ بعدُ يهوديٌّ أو يوناني، عبدٌ أو حر، ذكرٌ أو أُنثى، لأنكم جميعًا واحدٌ في المسيح يسوع” (غلا 3: 28) و”لا رجعة في هبات الله ودعوته” (رو 11: 29). وإذن، فلا يمكن أن يكون أحدٌ في الكنيسة دون أن يكون علمانيًا، laïkos، أي عضواً في شعب الله. من انتسب إلى الكنيسة فهو علماني، والعلمانيون جميعًا هم شعب الله.وكلٌّ منهم مدعوٌ بصفته كاهناً لله، إلى أن يقرِّب اليه ذبائح روحية بالمسيح يسوع.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share