طفلين في مذود

mjoa Saturday January 3, 2009 431

كان نيكولاي، يعمل في ميتمٍ للأطفال، في إحدى قرى روسيا، سنة 1994.

 

وفي شهر كانون الأول، دعته إدارة الميتم كي يُخبر الأطفال، عن قصة الميلاد. كان ذلك الميتم، يحوي العديد من الأولاد، الذين عانوا من الإهمال، والاعتداء، والعنف منذ سنين مُبكِّرة في حياتهم.

 

 استمع الأولاد، بكلِّ انتباهٍ، إلى نيكولاي وهو يخبرهم قصة الميلاد. كان الجميع سكوتاً بينما نيكولاي يُخبرهم عن والدة الإله العذراء مريم ويوسف، كيف لم يجدا منزلاً لتلد فيه مريم طفلها يسوع. وكيف ولدته وقمَّطته وأضجعته في مذودٍ بسيط.

 

 حينما أنهى نيكولاي قصته، وزَّع على الأولاد، قطعاً من الكرتون، والورق والقماش والقش وطلب من كلٍ منهم، أن يصنع مذوداً بسيطاً، وطفلاً من القماش، ليضعه في المذود فوق القش، ثم يغطي المذود بقطعة قماش، ويفكر في قلبه ماذا يريد من يسوع.

 

 انهمك الأولاد بالعمل بكلِّ فرح. بعد وقت، أخذ نيكولاي يطوف بين الأولاد، ليرى ما صنعوا وما طلبوا من الطفل الإلهي.

 

كان كلُّ شيءٍ على ما يرام، وقد تراوحت طلبات الأولاد من يسوع بين ما هو مهمٌ ومُؤثِّر وما هو بسيطٌ وطريف، بعضُهم كان حزيناً يفتقد لوجود والديه وبعضهم اعتاد على غيابهم. وهكذا استمر نيكولاي في تجواله بين الأولاد إلى أن وصل إلى جانب ولد صغير اسمه “ميشا”. كان ميشا قد صنع مذوداً بسيطاً ووضع فيه القش، لكن استغرب نيكولاي، عندما رأى طفلين في المذود، والأغرب أن ميشا لم يكن لديه ما يطلبه من يسوع. ظن نيكولاي أن ميشا لم يفهم القصة جيداً، فانحنى بجانبه وطلب منه أن يعيد عليه قصة ميلاد يسوع. روى ميشا القصة بكلِّ دقة، إلى أن وصل إلى الجزء حين وضعت مريم الطفل يسوع في المذود. حينها، أكمل ميشا القصة قائلاً:

 

وعندما وضعت مريم، الطفلَ في المذود، نظر إليَّ يسوعُ وسألني إن كان لديَّ مكانٌ لأسكن فيه. أجبته أنه ليس لي أبٌ أو أمٌ، لذلك ليس لي مكانٌ لأسكنَ فيه. حينئذٍ قال لي يسوع، يمكنك أن تمكُثَ معي. لكنني فكرتُ أني لا أستطيع أن أقبل دعوته، إذ ليست لي أيَّة هدية أقدِّمها له، كما يفعل الآخرون. لكن مع ذلك، كنت أرغب من كل قلبي، أن أكون مع يسوع، فخطر لي أنه إذا نمت معه في المذود، ربما أستطيع أن أعطيه بعض الدفء.

 

فسألته: إن منعت عنك البرد وجعلتُك تستدفئ، هل يكفي هذا هديةً لك؟

أجابني يسوع: إن هذه أعظم هدية أكون قد استلمتها.

 

بعد ذلك، دخلت إلى المذود بجانبه، فنظرَ إليَّ وقال: تقدر أن تسكن معي، إلى الأبد.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share