القديس يوحنا المعمدان

mjoa Friday January 23, 2009 520

شخصية يوحنا المعمدان:

حديثنا يدور حول من سماه يسوع “بأعظم مواليد النساء” وهو أكثر من نبي، وهو أقوى شخصيات الكتاب المقدس بالرغم من أنه نحيل، فهو لا يأكل إلا القليل، وطعامه عسلٌ بري وجراد، ولباسه الذي يعطيه وقاراً نقارنه بطعامه فنقول: كما كان أكله غير اعتيادي، فإن لبسه هو كذلك أيضاً، فكان يلبس ثوباً من وبر الإبل ويشد وسطه بحزامٍ من جلد. هو ثوبٌ واحدٌ لكل الفصول.

ظهور يوحنا النبي وسط شعبه:

ظهر يوحنا في وقتٍ كان الناس فيها قد نسوا صوت الأنبياء لغيابهم الطويل، فملاخي آخر الأنبياء، التي ظهرت نبوته عام 430 ق.م، جعل الشعب بحالة شوقٍ مغمورٍ برغبة قويةٍ لاستقبال نبي، أو مجيء المسيا المنتظر.
فماذا حدث؟ لقد أتى الاثنان معاً. يا لها من نعمةٍ مباركة، ولكن لكثيرين يا لها من نقمةٍ لعدم إدراكهم سر النعمة هذا. لأن الرفض للامتثال إلى الإيمان هو أكبر الخطايا.

 

رسالة يوحنا:

فما هي رسالة يوحنا الذي يدور حديثنا حولها؟ رسالته كانت أغرب من رسائل الأنبياء كافةً، فهو ممتلئ من الروح القدس من يوم ولادته، لا بل كما يقول الملاك في إنجيل لوقا بأنه: “يمتلئ من الروح القدس وهو في بطن أمه” (لو15:1). هذا الإعلان الملائكي الذي يجذبنا لشخص هذا القديس، يجعلنا نتفهمه على ضوء أنه يكون “نبياً عظيماً يعطي الفرح والابتهاج لكثيرين، وخاصةً أنه يرد كثيرين إلى الرب إلههم” (راجع لو11:1-16).
تنطلق رسالة يوحنا كنبيٍ، من قوة نبوءته، فهو قد تربى منذ نعومة أظافره (في البرية). وبقي في عزلتها ليوم ظهوره بين الشعب، فبدأ من هناك يصرخ منادياً بأمورٍ تتعلق بموضوع رسالته التي سيعلنها للناس، تحمل انعكاس لغته عندما كان بعيداً عن الناس. لقد عاش صامتاً، جلّ همّه أن يستمع لصوت ربه بداخله، ليكوِّن كلاً من شخصيته، ورسالته، حسب معطيات الروح الذي لصوته الوحيد يصغي. واليوم الوجه الآخر لذاك الصوت يصرخ وينادي معبراً بلسانه عن المضمونات التربوية الروحية التي اقتناها بعزلته الرهيبة. لقد أعلن منادياً عن أهم نداء سُمع صوتٌ حول حضوره. لقد “أعلن عن مجيء المخلص حقاً” أمل البشرية من أيام آدم. حديث الأنبياء بدءاً من ابراهيم، يُستعلن اليوم من قبل ابن زكريا بعد أن استجيبت طلبته في شخص ابنه يوحنا، الذي تلقّى من الله كلمات إلهية، تُعلَن على الملأ ليستدل بها عن يسوع، على أنه “حمل الله الرافع خطيئة العالم” (يو29:1).
والنقطة الثانية من الرسالة، هي التي تتعلق بتهيئة الشعب ليستعيد قربه من الله وذلك بتركهم لخطاياهم التي يتبعها اغتسالهم بالماء كمعمودية التأكيد على توبتهم.
وكان شعاره التوبة بقوله للشعب “توبوا فقد اقترب ملكوت الله” (مت2:3)، والعلامة أوريجنس يقول: إن (التوبة) هي تهيئةٌ لمعمودية يوحنا فيقول: (الصوت الصارخ في البرية، السابق للمسيح، كرز في برية النفس التي لم تكن تعرف السلام… نورٌ بهيج وملتئمٌ يأتي أولاً، ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. ثم يتبعه النور الحقيقي مثلما قال يوحنا نفسه: “ينبغي أن ذاك يزيد وأنا أنقص” (يو30:3) فقد جاءت البشارة إلى البرية وانتشرت إلى كل الكورة المحيطة بالأردن).
أُعلنت نبوءة ليوحنا المعمدان، سبق أن عرّفنا بها كل من إشعيا وملاخي وزكريا، يجمعها متى بقوله: “صوتٌ منادٍ في البرية، اعدوا طريق الرب، واجعلوا سبله مستقيمة” (مت3:3)، يقول الإنجيل: “فخرج إليه أهل أورشليم ومنطقة اليهودية كلها وجميع القرى المجاورة للأردن، فكانوا يتعمدون على يده في نهر الأردن معترفين بخطاياهم” (مر5:1).

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share