

بعد إنهائه دراسته في المدرسة الإكليريكيّة في البلمند انتقل إلى حمص حيث تعلّم من عائلتي قنواتي وحدّاد المقامات والأنغام الشرقيّة، وخدم هناك أربع سنوات مرتِّلاً وشمَّاسًا إنجيليًّا في كنيسة الأربعين شهيدًا.
عام 1944 انتقل إلى ميناء طرابلس وعُيّن مرتّلاً في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس، ومدرّسًا في مدرسة مار الياس. من ثمّ انتقل إلى باريس لدراسة اللاهوت وحاز على إجازة من معهد القديس ديونيسيوس. بعد ذلك خدم في كنيسة اللاذقيّة مرتّلاً ومديرًا للثانويّة، وأسّس هناك جوقتين، واحدة للمدرسة وأخرى لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. عاد بعدئذ إلى لبنان ليتابع عمله في ميناء طرابلس مرتّلاً حيث أسّس جوقة لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. كما تولّى منصب المدير في الثانوية الوطنية الأرثوذكسية مارالياس ودرّس فيها، وأسس جوقة لتلامذتها.
تابع المرتّل الأوّل متري كوتيّا تأسيس الجوقات وتعليم الترتيل ولحّن العديد من التراتيل الكنسيّة بالإضافة إلى خدمة القدّاس الإلهي بالألحان الثمانية، والمزامير، والقصائد، والأناشيد الروحيّة والوطنيّة والمدرسيّة والفلسفيّة.
عند بلوغه السنّ القانونيّة ترك التدريس وتفرّغ لخدمة الكنيسة. افتقده الربّ عن عمر يناهز التسعين سنة قضاها في خدمة الكنيسة دون كلل أو ملل وبجديّة ومثابرة ونشاط.
وأبرز ما قيل عنه هو ما كتبه الأرشمندريت أنطونيوس الصوري: نغمٌ ونورٌ