في عالم الأسود, أي الغابات, يسود منطق القوة, فمن يكون القوي ينتصر ويغلب ويملك, وفي الغابة الأسد هو الملك لأنه يسود ويغلب وهو المنتصر على سائر بني جنسه من الحيوانات!! فهل في عالمنا المعاصر, صرنا نسخة طبق الأصل عن عالم الأسود هذا؟!!!
لنرى, هل نحب جارنا أكثر من ذاتنا؟ أنفرح لفرحه ونحزن لحزنه؟!! هل نتقي الرب في كل ما نعمله ونصنعه وما نفكر به؟ هل نعمل ما نراه نحن صواباً؟ أم ما هو فعلاً الصواب!!
هل نسعى لنساعد الفقير والمحتاج والمريض ونزور السجين والوحيد والمعذب؟ هل نريد أن نمسح دمعة الحزين قبل أن تنزل؟ هل نتألم لألم من يتألم؟ أنشعر بمن يحزن ويتألم من نظرته؟ أنملك الرحمة والشفقة؟ لنعطف بها على من بحاجتها
إذا كنا نجيب ب: نعم, فمعنى ذلك أننا في عالم تسوده المحبة, عالم يحكمه يسوع المسيح الموجود في وسطه!!, أما إذا كان جوابنا: لا, فمعنى ذلك أننا نعيش في عالم مماثل لعالم الأسود, عالم تحكمه شريعة الغاب يأكل فيه القوي الضعيف, ولا حول ولا قوة للضعيف إلا ربه, إذا كان لا يزال يعترف به
فإذا كنا لا ندري ذلك فتلك مصيبة, وأما إذا كنا ندري.. فالكارثة واقعة لا محالة