محاضرة الأب افرام كرياكوس رئيس دير مار ميخائيل – لبنان في قاعة كنيسة مار ميخائيل باللاذقية
يوم الثلاثاء 10 اذار الساعة 7 مساء
يوم الثلاثاء 10 اذار الساعة 7 مساء
مقدمة: الأخ تميم جبور (عضو اللجنة الثقافية باللاذقية): الله معكم, نشكر الله دائما , نجتمع في هذه المناسبة بالصوم الكبير حتى نتكلم في مواضيع ترفع من شأننا الروحي, هي عرف باللاذقية دائما تقام فيها هذه المحاضرات وحتى الان لنا فترة5 سنوات ننظم محاضرات ,ونشكر الله هذه النعمة مستمرة , ونشكر الله لأنه يوفر لنا الاباء اللذين يستطيعون اعطائنا هذه الذخيرة الروحية بشكل دائم .
اليوم المحاضرة ستكون عن الشريعة والنعمة في الحياة الروحية, القديس بولس في غلاطية (3.23) يقول ( فقبل ان يأتي الايمان كنا بحراسة الشريعة مغلقا علينا من اجل الأيمان المنتظر تجليه فصارت الشريعة لنا حارسا يقودنا الى المسيح لنتبرر بالأيمان فلما جاء الأيمان لم نبق في حكم الحارس لأنكم جميعا ابناء الله بالأيمان بالمسيح يسوع فانكم جميعا وقد اعتمدتم في المسيح قد لبستم المسيح)
تحت حكم الشريعة كان الجماعات المؤمنة بهذه الشريعة تسمى شعب الله اما نحن بالايمان نسمى ابناء الله .
تحت حكم الشريعة كان الجماعات المؤمنة بهذه الشريعة تسمى شعب الله اما نحن بالايمان نسمى ابناء الله .
هذا الموضوع سيشرحه لنا قدس الاب افرام كرياكوس فليتفضل مشكورا وطبعا هو غني عن التعريف ويمكن كلنا نعتبر انفسنا ابناء له
المحاضر الأب افرام كرياكوس : مساء الخير ,مساء الخير جميعا وصوم مبارك للجميع موضوع اليوم الشريعة والنعمة من الناحية الروحية, اذا الحديث ليس حديثا فلسفيا ولا حتى حديث لاهوتي صرف, المحاولة ان يكون الحديث روحيا حياتيا يمس كل واحد منا ابدا. من البداية الله خلق الأنسان على صورته ومثاله يقول الكتاب وخلقه كما تعلمون من التراب ومن العدم هذه هي عقيدتنا ان الله نقل هذا الكيان البشري من العدم الى الوجود ولن اطيل الكلام على تطور الأنسان بعد الخلق ولكن اذكر باختصار كما تعلمون ايضا ان الانسان سقط بمكيدة الحية اي الشيطان وجر ورائه الخليقة كلها اي بما فيه الخليقة غير العاقلة والطبيعة الخليقة الجامدة .
هكذا نستطيع ان نقول ان الكيان البشري قد انعطب مع الطبيعة وكما قلت الخليقة غير العاقلة ومن ثم باختصار لم يتخل الله عن خليقته بل حاول الخالق بشتى الطرق ان يرمم هذا الكيان البشري اوجد اولا ضميرا ينذره وناموسا يعيده وانبياء يوقظونه وفي اخر الأزمنة تجسد وتألم ومات وقام من بين الأموات هذا كله وارسل روحه القدوس ليكون معه الى الدهر, اذا هذا هو ان شئتم ملخص التدبير الألهي والحق والواقع يدل ان الخالق لم يزل يرعى الأنسان والخليقة بعد السقوط فأوجد هذه النواميس الطبيعية لرعاية ألأنسان والخليقة العاقلة وغير العاقلة هذه القواميس الطبيعية التي يدرسونها في شتى العلوم في الجامعات, وفي مراكز الأبحاث, هذا النظام الكوني, لكن بحسب التفسير الكنسي الكتابي كما ذكرنا هذا النظام, النظام الكوني نظام الطبيعة يشارك خطيئة البشر والسبب كما ذكرنا ان هذه الخطيئة قد انعكست على كل خليقة الله ولذلك يقول الرسول بولس في رسالته الى اهل رومية: الخليقة تئن وتتمخض معا الى الان وهي ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد ابناء الله.
هذه الموضوع الذي ذكره الاستاذ تميم في مقدمته وما كانت غاية الله في خلق الأنسان منذ البدء ؟ انه حاول ويحاول وسيحاول ان يشركنا نحن خليقته العاقلة بحياته بحياته الالهية, هذا هو المفهوم العقائدي الارثوذكسي ان الغاية من وجود الانسان في النهاية ان يشترك في حياة الله ولذلك اعظم ما في اللاهوت دون ان اشرح مفصل هو موضوع التاله هذا هو غاية وجودنا, ولكن كيف نصل الى هذه الغاية كيف نصل الى ان نشترك ان نذوق هذه المحبة القصوى التي دفعت الخالق ان يوجد مخلوقا على صورته ومثاله, هنا الحديث عن تطور تاريخ الأنسان من القديم الى الجديد وهذا الموضوع واسع وما نستطيع ان نقوله كما بدأنا القول انه في رعاية الله لضعفنا البشري بسبب الحرية التي اعطانع ايانا منذ البدء بدأ يدربنا شيئا فشئ لكي نستعيد الطبيعة الأصلية ونعود اليه ولذلك اوجد هذا الناموس.
وقلت قبل الناموس بقي الضمير موجودا في كل انسان ولم يزل ولكن اوجد هذا الناموس الذي يقول الكتاب هو من الله اصلا ويقول بولس الرسول ان الناموس كان مؤدبنا الى المسيح كان عنده عمل مهمة ان يدربنا ان يهيؤنا كي نقتبل المسيح الاله المتجسد وحتى بعد مجئ المسيح بقيت الشريعة سائدة كما يقول الرب يسوع: لم ات كي الغي الناموس بل كي اكمل, وهذا هو واقعنا الان اننا تحت الناموس ولكن في المسيح في هذه النعمة التي اعطانا ارسلها الرب يسوع بفضل ارهاق دمه على الصليب اعطانا هذه لنعمة لكي تنخطى الناموس ونعود الى محبته الأولى ونشترك بالحياة الابدية, فاذا ما واجهنا هذا الواقع الحالي ما هي مهمة الناموس لماذا ابقى هذه الشريعة لماذا استمر النظام, القوانين ,الوصايا, لماذا نقرأ مثلا المزامير التي هي من العهد القديم لماذا نقرا الانبياء لماذا قال الرب لم اتي لالغي الناموس هذا طبعا بسبب رعايته لضعفنا.
الانسان الضعيف, وكلنا ضعفاء نحن بعد وخاصة في هذا العصر الذي نعيشه نحن بعد عالقون في شهواتنا والانسان الذي عالق في اهوائه وشهواته لا يستطيع ان يرى وجه, الله طوبى لانقياء القلوب لانهم يعاينون الله لذلك اباؤنا دائما يعلموننا انه لابد لكل واحد مننا ان يطهر اولا نفسه وجسده حتى يستطيع ان يدخل فيلقاء حميمي مع الله وهذا له تفصيل كبير, الذي يقرا القديس يوحنا السلمي يرى الدرجات التي لا بد ان نمر فيها حتى نستطيع ان نتذوق حلاوة الله التي هي غايتنا كما قلت الانسان هذا كما يقول الرسول بولس هذا الكنز الذي في انية خزفية عندنا كنز نحن المسيحيين المعمدين عندنا كنز, وهذا الكنزهو في داخلنا الذي هو نعمة الروح القدس ونحن غالبا ما لا نعي هذه الحقيقة الانسانية الالهية عندنا قدرة تفوق قدرة البشر وننساها ونحجبها بسبب ضياعنا, الأحد القادم نعيد للقديس غريغوريوس بالاماس هذا القديس العظيم الذي ظهر في القرن الرابع عشر والذي تكلم اوضح بشكل جلي وللاسف نجهله كثيرا, تكلم هذه النعمة الساكنة فيه ماذا يقول؟
يقول : ان الله بروحه القدوس كان يعمل في الأنسان في الكيان البشري قديما قبل المسيح وقبل القيامة والعنصرة كان يعمل من الخارج عن طريق الناموس, الناموس اصلا هو الهي يعمل من الخارج كما عمل في الانبياء وبصورة مؤقتة اما الان في عهد النعمة بعد معموديتنا فهو ساكن في قلوبنا يعمل بشكل دائم ومن الداخل وهذا هو التحدي للانسان المسيحي المؤمن اليوم اننا لا نتحرك الأنسان لا ينمو لا يرتقي لا بجسده ولا حتى بعقله مع اننا بحاجة الى الجسد والعقل والى كل العلوم والابحاث وربما ايضا الله يعمل كما يقول هذا القديس بروحه من خلال اي انسان ولكن نحن نرتقي ننمو من القلب لان الله بات ساكن بقلبنا كل الحياة تنطلق من الداخل وهذا ما يثبته اليوم اكثر وأكثر العلوم الحيثة النفسية ان كل شي يتاثر الجسد مثلا والامكانيات العقلية هي تتاثر من حالة الانسان الداخلية هذا ما يظهره علم النفس في الاعماق والاباء قد كشفوه منذ القديم واذا اردنا الان ان نتكلم عن عمل النعمة في النفس قلنا ان الناموس يعني كل قانون في الكنيسة وخارج الكنيسة لا بد منه بسبب ضعفنا لكي نضبط اهواؤنا. كما يقول القديس بولس: كل مجاهد في سبيل الملكوت يضبط نفسه في كل شي. ان استطعنا ان نضبط اهواؤنا دخلنا على عتبة الملكوت اي اصبح الانسان يتذوق مسبقا الدهر الاتي واصبحنا نتمتع شي فشي بعيش النعمة الالهية.