كلمة رئيس مركز عكار الأخ حنا حنا في احتفال عيد الحركة

mjoa Monday March 30, 2009 442

كلمة رئيس مركز عكار حنا حنا في احتفال عيد الحركة
في كنيسة القديس باسيليوس – حلبا في 28/03/2009

صاحب السيادة المطران باسيليوس منصور الجزيل الاحترام، قدس الآباء الأجلاّء، أخي الأمين العام لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، إخوتي الأحبّاء.
الحركة والرعاية
فقال له الرب يسوع، أتحبّني يا بطرس أكثر من كلّ هؤلاء، فأجابه نعم يا رب فقال له ارع خرافي، أدركت الحركة منذ انطلاقتها أنّ الرعاية هي عنصر أساسيّ لدعوة شعب الله ليتّحد ويتجدّد بكنيسة المسيح ووعت أنّ الرعاية مسؤوليّة كلّ مؤمن تعمّد وتتلمذ، ولم يغب عن فكر المؤسّسين أنّ الرعاية التخصصيّة هي من مسؤوليّة الأسقف ومن ينتدبهم للرعاية أي الكهنة، الكاهن هو محور في عمليّة الرعاية ولكن لا تستقيم هذه الرعاية إلاّ بوجود كاهن مثقّف، متنوّر، متعلّم، متتلمذ وقبل كلّ شيء وفوق كلّ شيء أن يكون محبّاً لله مستعداً للموت من أجل إنقاذ رعيّته من الذئاب الخاطفة التي لا تشفق على الرعيّة، وما أكثرها في عالمنا اليوم.
الرعاية هي أن تكون مستعداً لصعود الجبال ونزول الأودية من أجل خروف ضائع أو ضال، ولا بدّ لنا ونحن نتحدّث عن الرعاية أن نتذكّر راعياً رعانا بمحبّته وصدقه ودماثة أخلاقه، وضحّى وبذل كل ما تملك يداه من أجل جعل خراف يسوع في عكّار كثر، سيدي وأبي المثلّث الرحمات المطران بولس بندلي، أشعر وأكيد أنّك ترعانا من حيث أنت جليس العرش السماويّ، فاشفع برعيّتك أن تحفظ سالمة من الذئاب الخاطفة.
الرعاية هي حركة باتجاه الشعب، يقوم بها الأسقف أو الكاهن بغية قيادة الجماعة إلى منابع الخلاص، ولكن لا يمكن للأسقف أو الكاهن أن يكونا وحدهما قادرين على الرعاية وهناك ركن آخر وأساسيّ وهو الرعيّة وبقدر ما ينسجم الراعي مع الرعيّة بقدر ما تنجح الرعاية وتستقيم.
إنّ علاقة الكاهن بالجماعة التي يقدّسها تتّسم بطابع المبادرة، صحيح أنّه يقدّسها ولكنه يتقدّس بواسطتها وضمنها، صحيح أنّه يعلّمها ولكنّه أيضاً يتعلّم منها وفيها، الكاهن يصنع الرعيّة وهي تلحظه وتقدّمه إلى مذبح الرب.
العمل الحركيّ بطبيعته عمل رعائي، وما رعاية الشباب وإصدار المنشورات باللغة العربيّة والتعليم والدعوة إلى نفض الغبار عن تراث كنيستنا المقدّسة ليتورجيّاً وايمانيّاً وعقائديّاً، إلاّ رعاية لشعب الله في هذه المنطقة من العالم، زرعت الحركة في الشباب الحسّ بمسؤوليتهم عن كنيسة الله جمعاء وإنّهم مسؤولين عن الرعاية أينما وجدوا، مما جعل الكثير منهم ينخرطون في الكهنوت أو الرهبنة، والكثير منهم كرّس حياته لخدمة البشارة بين الشباب والمراهقين والأطفال والعمل الاجتماعي، همّهم الوحيد ايصال كلمة الانجيل إلى كلّ أبناء الكنيسة، قالوا عنهم الكثير واتّهموهم أكثر ولكن أيقن الشباب أنّ من يضع يده على المحراث لا يلتفت إلى الوراء، المطلوب اليوم من كلّ حركيّ أن يكون رعائيّ أو راعياً ولكن لا يمكن أن يكون راعياً من دون تربية رعائيّة قائمة على التمرّس بعلاقته الشخصيّة مع المسيح في الصلاة الفرديّة والجماعيّة وممارسة الأسرار المقدّسة وقراءة الكلمة الإلهيّة وعلينا أن نعي دائماً أنّ المسيح موجود في كلّّ آخر مهما كان هذا الآخر وعلينا إعادته إلى الحظيرة الإلهيّة، علينا أن نملك فكر المسيح لكي نتمكّن من التخطيط والعمل لا بحسب روح هذا العالم بل بحسب روح الله، وبدون ممارستنا فعل المحبّة داخل الفرقة أو المجموعة لا يمكن نقل روح المحبّة إلى جماعة أكبر كالرعيّة أو المحيط الاجتماعيّ، إنّ الحياة الشخصيّة لكلّ حركيّ تغدو شهادة لحضور الله وعمله داخل الانسان حتّى أنّ كلّ من يرى طريقة حياته يستنتج بسهولة أنّ المسيح يحيا فيه، فإذا سيطر على الطبيعة واكتشف جميع طاقاتها وأخضعها وبدّل كلّ شيء حوله فإنّه لا يفعل ذلك لنفسه بل لإخوانه جميعاً.
ونحن في كنيسة عكّار وبوصول أسقف شاب متعلّم ومتنوّر ومحبّ لله عنيت به صاحب السيادة باسيليوس منصور الجزيل الاحترام، بحاجة إلى وضع دراسة رعائيّة تشمل كافة النواحي والمشاكل التي تعاني منها الكنيسة ولاسيّما منها هجرة الشباب، التعليم والتثقيف اللاهوت، تفعيل دور مجالس الرعايا…
إنّ بذور المحبّة والايمان ما زالت وفيرة في اهراءات عكّار إنّ أرضنا خصبة في سهولنا وجبالنا فما علينا إلاّ أن نتعاون لتنمية ورعاية هذه البذور فتأتي بمئات الأضعاف.
إخوتي في عيدنا السابع والستين علينا أن نتذكّر أننا عبيد بطّالون علينا أن نقلع العصيّ من أعيننا قبل أن نرى القشّة في أعين إخوتنا، وإذا كان فينا شيء من نور فهو من وهج ذلك المصلوب على روابي أورشليم، أهّلنا الرب القدوس وإيّاكم جميعاً أن نسجد لآلآمه لكي نرى قيامته المجيدة، آمين.
وكل عام أنتم بألف خير

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share