ما أتمناه على الجميع ان يشتركوا صباح الجمعـة العظيم في صلاة الساعات الملـوكية وصلاة الغروب التي تجري صباحا لأنها كثافة هذا الأسبوع وفيها تتلى المزامير والأناشيد والنبوءات والرسائل والأناجيل المتعلقة جميعا بالآلام. هنا ندرك المجد الذي بدا على انسانية المعلِّم وكان إعلانَ ظَفَره. هي القمّة الاولى في هذا الموسم المبارك قبل ان ندرك ذروة الفصح. فاذا تطهَّرْنا بالمناولة الإلهية يوم خميس الأسرار، نكون قادرين على رؤية المجد المتجلي على وجه ابن الانسان.
في هذه الخدمة نجدد ترتيلنا: “اليومَ عُلِّقَ على خشبة” لنوحي أنه لم يبقَ زمان يفصلنا عن موت السيد المبارك. اليوم يموت من اجلنا لنحيا بالإيمان به. اليوم نفهم في تأملنا اياه أَن صليبه قوة الله وحكمته، وأَن ما بدا لليهود ضعفا انما هو قوة الله القادرة ان تنجينا من خطايانا. قلب تلاواتنا ما جاء عند اشعياء: “لا صورة له ولا بهاء، فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه، مزدرى ومتروك من الناس. رجل اوجاع وعارف بالألم… لقد حمل هو آلامنا واحتمل اوجاعنا… طُعن بسبب معاصينا وسُحق بسبب آثامنا”.
وفي نهاية الخدمة نحمل صورة السيد الدفين (الإِبيتافيون)، ونضعها في وسط الكنيسة، ونقبّلها، فنعود بعد الظهر لنرتل الدفن المبارك ونتطلع الى القيامة ونطوف بالايقونة لنتأمل “سر التدبير الصائر بالموت”.
وفي سبت النور -وخدمتُهُ الحالية كانت خدمةَ الفصح قديما- كان الموعوظون الذين استناروا بمعرفته يتقبلون سر العماد الذي فيه تموت خطاياهم ويطلعون الى حياة جديدة.
في هذا القداس لا نطيق ان يبقى السيد في القبر فنصرخ له: “قُمْ يا الله واحكُمْ في الأرض” ونطرح على المؤمنين اوراق الغار لنقول لهم ان فاديهم انتصر وانهم منتصرون به ولا خوف عليهم، حتى اذا نهض من بين الأموات بذات سلطانه يحيون ملوكا.