الأخوة الأحباء أعضاء حركـة الشبيبة الأرثوذكسية
المسيح قام – حقاً قـام
سلام بربنا يسوع المسيح مخلّصنـا وفادينـا الناهض من بين الأموات.
لمـا كنا قد ولجنـا، في لبنان، فترة الحملات الانتخابيـة المتبادلـة في ظلّ تشنّج سياسيّ حادّ، وتدارُكاً لأيّ تشويه قد يصيب سمعتنا الحركية ورسالتنا الشهادية وفعاليتنا الرعائية جراء سوء تصرّف أحد منّا أو ممارسته، رأيت من واجبي أن أتوجّـه إليكـم بهذه الكلمـات راجياً أن تساهم في تذكيرنا، جميعاً، بمنطلقنا الأساس لأيّ حضور شهاديّ لنا والغاية المرتجاة منه وما يمليـه علينـا ولاؤنا ليسوع المسيح وهوّيتنا الحركيّـة، التي ولدَتنـا في هذا الولاء، من طبيعة تصرّف وسلوك في هذه الفترة.
إن منطلقنا الوحيد لمقاربة أي مطلّ من مطلات الحياة وأيّ وجه من وجوهها هو يسوع المسيح فقط، والغاية الوحيدة لكلّ شهادة لنا هي أن نمدّ محبّته في العالم لنبشّر العالم به مخلّصاً وفادياً. وعليه فإن غاية مشاركتنا في الشأن العام هي أن نعمّد هذا الشأن بمحبّته المتُرجَمة رحابةً وانفتاحاً وتقبّلاً للآخر وأخلاقية تعامل وحُسن تعبير، وأن نُغني مجتمعنا وإنسانه بما يتسّم به ملكوته من سمات العدالة والحريّة والحقّ. هذا ما يقتضي أن نشارك في الحياة العامّة دون أن نتخلّى عمّا يعكس للناس أننا أبناء له أعزّاء مُفتَدون بدمه الالهي محرَّرون به من كل ارتهان وتبعيـة وعبوديـة، فنسمو بذواتنا فوق المصالح الشخصية والمال الرخيص والتحزّب الأعمى والأحقاد والانفعال السياسيّ والطائفيّ أياًّ كانت أسبابه.
ليس المقصود أن نترفّع، كمؤمنين، عن المساهمة في أنسنة الحياة السياسية في بلدنـا وتطويرها والارتقاء بها وطبعها بالاستقامة والنزاهة وروح الخدمة والحقّ، فهذا الترفّع يتناقض ومحبّة المصلوب للكون، بكلّ ما فيه، ويغرّبه عن حياة الناس والقلوب. بل المقصود أن يكون لكلّ منّا موقفه الشخصيّ في هذه المساهمة الخادمة للانسان. موقفٌ يبنيه كلّ منّا ارتكازاً الى تقييمه للشأن العام بنور إيمانه بيسوع المسيح المخلّص وليس بفعل ما هو دون هذا الايمان. موقّفٌ يترجمه بارتقاء يجسّد كونه “إبناً وليس عبداً”.
لهذا رجائي أن نعي أنّ مشاركتنا في هذا الاستحقاق الانتخابيّ مرجوّة متمايزة متذوّقة لحلاوة الربّ وفدائه مطبوعة بالهويّة الايمانية وحرية أبناء الله. فما لم تتحلّ مشاركتنا بهذه السمات ستخسر جمالَ الغاية منها وعظمتها وخصوصيتها.
مع دعائي ومحبّتـي
الأمين العام
رينيه أنطون