الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ

mjoa Monday May 11, 2009 312
في يوم من الأيام إستدعى الملك وزراءه الثلاثة، وطلب من كل وزير أن يأخذ كيساً ويذهب إلى بستان القصر ويملأ هذا الكيس له من مختلف الثمار والزروع . وطلب منهم أن لا يستعينوا بأحد في هذه المهمة و أن لا يسندوها إلى أحد آخر . إستغرب الوزراء طلب الملك و أخذ كل واحد منهم كيسه وانطلق إلى البستان.
حرص الوزير الأول على أن يرضي الملك، فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول وكان يتخيّر الطيب والجيد منها حتى ملأ الكيس.

أما الوزير الثاني فقد كان مقتنعاً بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنه لن يتفحصها. فقام بجمع الثمار بكسل و إهمال فلم يتحرى الطيب من الفاسد حتى ملأ الكيس كيف ما اتفق .

أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك سوف يهتم بمحتوى الكيس أصلاً فملأه بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار .
وفي اليوم التالي أمر الملك أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها. فلما اجتمع الوزراء بالملك أمر الأخير الجنود بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة ويلقونهم في سجن بعيد لا يصل إليهم أحد، كل منهم على حدة مع الكيس الذي معه لمدة ثلاثة أشهر، وأن يمنع عنهم الأكل والشراب.

بقي الوزير الأول يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى انقضت الأشهر الثلاثة. أما الوزير الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمداً على ما صلح فقط من الثمار التي جمعها. و أما الوزير الثالث فقد مات جوعاً قبل أن ينقضي الشهر الأول.

وهكذا اسأل نفسك من أي نوع أنت ؟
فأنت الآن في بستان الدنيا ولك حرية أن تجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال الخبيثة. ولكن غداً عندما يأمر ملك الملوك أن تسجن في قبرك في ذلك السجن الضيق المظلم لوحدك ماذا ينفعك غير طيبات الأعمال التي جمعتها في حياتك في هذه الدنيا ؟

خلاصة:
أليوم هو أول يوم من ما تبقّى من حياتك! إحرص دائماً على ان تجمع أعمالاً صالحةً على الأرض لتتنعّم بما جنته يداك في الآخرة… لأن الندم لاحقاً لا ينفع.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share