إذا جئنا منه نصير كلمة الله، إستمعت جيداً للكلمات التي قيلت الآن وشعوري دائماً عندما أسمع حبيبتنا تتكلم ان كل شيء منذ ان أتى الحبيب الى هذا العالم ان كل شيء قيل وآخر ما قيل هو الدم الذي سفك على الصليب.
التبني المدرس يعني فيما يعني ان هناك قوماً مصلوبين على الجهل على الكبرياء وان الذين أظهروهم الى العالم بالولادة لا يتمكنون من إظهارهم في عالم الفكر، لم يتمكنوا ان يروضوهم على المعرفة. محاولتنا في هذا التبني المدرسّي لا تنحصر في أننا نعدّ اولاداً وشباناً لكي يعيشوا من هذه الأرض ومن ثمارها، ما هو أبعد من هذا هو أنك قادر ان تجعل من المعارف البشرية انجيلاً وصلاةً ودنواً من الرب. لأنك إن فتحت عقلك على ما في هذا الكون فأنت تلامس آداب المسيح.
ليست المعرفة سوى كشف مبكرٍ للسيد وهي في كل حال إنفتاح نفوسنا وقلوبنا عليه، ان كانت إنفتاح، فليست العلوم إنفتاح على الله بالضرورة، ولكنها إمكان إنفتاح ولذلك لا يجوز ان تحرم إنساناً من قدرته على ملامسة المسيح هذا هو الشيء الوحيد. لا يجوز لنا ان ندمر الطبيعة أي أن ندمر الطبيعة العاقلة في الإنسان التي تجعله أكثر المؤمنين بهذه الوسيلة المعرفية.
لست أقول ان العارفين خالصون بالضرورة وأن الجاهلين غير خالصين ولكن إذا وضع الله في تدبيره للتاريخى البشري هذه الوسيلة للإقتراب منه نكون محاصرين الله إذا حرمنا المخلوق من إستعمال هذه الوسيلة.
هذا الولد او ذاك الفتى في الجامعة ككل مخلوق بشري يحتاج الى محبة، قيل لكم هذا اليوم في كلمتين، انا واثق إن كنت محباً على مقتضلى الأنجيل لا يسعك أن تترك قرشاً واحداً في جيبك. طبعاً أعرف التبرير في عدم تبذير المال، هذا يتحسر على مصير اولاده، بحاجة لبيت والى طبيب انا أعرف كل هذا وكل هذا من بديهيات الوجود. ولكن من قال لك إن إبنك أفضل من أبنائنا، نحن مؤتمنون على أولادنا ومعيشتهم وما الى ذلك ولكن بالمطلق أبناء الناس الفقراء هم أبنائك. انت تصير إذا انكرت نفسك، من أراد أن يتبعني فلينكر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني. ألم تقرأوا ما ذكرتم به الآن وهذا الكلام ليوحنا الذهبي الفم، ألم تقرأوا قوله ” إن كنت قد قدمت قربانك على المذبح (أي مذبح الكنيسة) فاذهب الى مذبح أفضل هو مذبح الفقير”. إجتراء يوحنا ان يقول ان الفقير أفضل من القرابين المقدسة. أنت طبعاً تتناول المسيح بالطريقة الطقوسية بالخبز والخمر ولكنك أيضاً تتناول المسيح إذا ذهبت وأنكرت ذاتك وقبّلت أرجل الفقراء. هل نسيتم ان إنجيل يوحنا ليس عنده ذكر للعشاء السري ليس لديه ذكر للقرابين لم يتكلم في هذا الإطار عن جسد الرب ودمه، تحدث في إصحاح سابق. العشاء الأخير عنده كان غسل الأرجل للذين كان يعرف خطاياهم وضعفاتهم ونكران واحد وجحود آخر. باللحظة الأخيرة لحياة المسيح بالبشرة قال لهم “انا الاله الحي أغسل أرجل الناس وما لم نصر الى هذه القناعة لا نستطيع ان نشترك بالتبني المدرسي.
دعائي الى الله ان ينزل نعمته منذ هذه الليلة على كل من الحاضرين ليقتنعوا أنهم لا يملكون شيئاً. وأنهم مؤتمنون فقط على أموال الله. انا درست كثيراً نظرية الملكية عند باسيليوس الكبير وفهمت انه لا يقدس الملكية الخاصة. هذه الملكية الخاصة وقداستها، هذا أخذته عن الشرع الروماني، وبقي في التشريعات المدنية كلها وبقي في لاهوت خارج لاهوت كنيستنا. انت لست بمالك أنت أمين على مال الله فقط. تتدبر به حسبما تستطيع حب الحكمة الطبيعية، تضعه بين يدي زوجتك وخدمة أولادك… ولكن اذكر قول السيد في انجيل الدينونة ” كنت جائعاً فاطعمتموني” هو لم يقل إذا أطعمت جائعاً فكأنك أطعمتني، أذكى من ذلك يسوع، قال كنت جائعاً، هذه الفلسفة يعبّر عنها هكذا:
” انا ذبت في الفقير إندمجت فيه
لحمه لحمي
وجهه وجهي
عيناه عيناي
هو أنا وأنا هو
أنا من أهوى
ومن أهوى أنا
نحن روحان حللنا بدنا”
إن وصل كل منا بهذه الليلة وليس غداً أي إن قام الى صلاته قبل النوم وطلب هذه النعمة ان يجعله يسوع يتحسس أنه واحد مع الولد الأمين، عندئذٍ ليس مهم ماذا تعطي وكم تعطي.
كان عندي مشروع لست أعرف ان كان لي وقت أن أممه أن أضع كتاب في 700 صفحة أبين فيه أن المحبة هي كل المسيح، ليس هناك شيء اسمه عقائد. ما هو الثالوث القدوس؟
الآب والإبن والروح القدس يدورون حول بعضهم بحركة محبة، لماذا نتفلسف ونقول أقانيم وغير أقانيم، هناك حركة محبة في داخل الله. ماذا يقول الكتاب المقدس، ويوجد هنا أناس أخبر مني في اللاهوت ولكن فهمت من قول يسوع “خذوا كلوا هذا هو جسدي(بالفلسفة العبرية هذا جسدي يعني هذا أنا) إشربوا منه كلكم هذا هو دمي (دمي هو حياتي). كل شيء عندنا هو أنك تفهم إن أنت أحببت وإن أنت أحببت تكون قد اقبلت ذلك الحب ينظر يسوع من فوق ليقول لنفسه هل هذا هو ساكن في الأرض أم صعد الى السماء وهو في الأرض.
إن قرأتم جيداً إنجيل يوحنا بالعشاء السري، يبين أن التلميذ الحبيب لا يسميه، نح نخمن تخمين أنه يوحنا، هو كان واضعاً رأسه في حضن السيد في حركة أولى، والحضن عند العبرانيين معناه الحب، بعد ذلك وضع رأسه على صدر السيد على القلب والقلب عندهم هو المعرفة، هذا غير الفلسفة المعاصرة. إذا أردتم أن تضعوا رأسكم على حضن يسوع بعدها على صدر يسوع تشلحون أموالكم تبددونها “بدّد أعطى المساكين” بدد ماله، فليكن ذكره مؤبدا.
انا أحببت أن اشارك معكم في هذا العشاء حتى يصير ذكر كل واحد منكم مؤبداً في عقل الآب والابن والروح القدس.