لا تشح بوجهك عني فالوجوه خُلقت كي تلتقي

رأيت وجهه الصغير المنحني إلى الأرض و تذكرت قولك يا الهي أننا (( من التراب و إلى التراب نعود )) هذه الآية التي أسقطناها من الإنجيل جهلاً أو غباءً لأن أنوار هذا العالم قد أعمت برنا و بصيرتنا .
و لهذا يا صديقي الصغير اعترف لك بأنني لم أحزن عليك بمقدار ما حزنت على نفسي-حزنت على نفوسنا- التي نسيت أن تُعطي بعضاً من وقتها لكي تنظر إلى جسدك الهزيل , قد تجاهلت أن تصرف بعضاً من مالها لتكسي جسدك العاري , قد حزنت على نفوسنا التي وضعت أقنعة السلام و الخير و المحبة من دون أن تتذكر أننا سنواجه الله بعيوننا الحقيقية من غير تزيف أو رياء .
أنا أعلم أيها الصغير أنك الآن لم تعد بحاجة إلى شيء لأنك أصبحت في عالم أجمل من عالمنا ,لذلك لا يسعني إلا أن أقدم لك أسفاً ممزوج بالشكر و الامتنان لأنك جعلتني أرى نفسي بما فيها من ضعف و عجز ……………. فشكراً