كثيرة هي الطوائف و مختلفة و متنوعةهي المعتقدات الّتي تدّعي كونها “المسيحية القديمة”, لكن واحدة هي الكنيسة الّتي ما زالت تحافظ على تعاليم الرسل المسيحيّة الأصلية دون تحريف أو تغيير, إنها الكنييسة الأرثوذكسية.
“الأرثوذكسية” هي تعبير يوناني معناه استقامة العقيدة, وهي فعلاً كذلك.فكنيستنا ليست كسائر الكنائس ,فقد أسست من قبل الرسل القديسين ,و إيمانها و عقيدتها ليسا كسائر المعتقدات,فقد سعت الأرثوذكسية ولا تزال إلى الإيمان المستقيم من الهرطقات من خلال مجامع مسكونية.
هناك نص من عظة للقديس نكتاريوس أسقف المدن الخمس بعنوان ” أيتها الأرثوذكسية” يحذّر فيها الأرثوذكسيين من الأعداء و يدعوهم لعيش أرثوذكسيتهم بملئها,وينبّههم على المحافظة على الإيمان , فيقول ” أيتها الأرثوذكسية,تعصف بك آلاف الأرياح,وتحاربك آلاف القوّات المظلمة و تثور ,تريد اقتلاعك من العالم و تكافح لانتزاعك من قلوب النّاس.أرادوا أن يجعلوا منك أملاً مفقوداً, متحفاًو ماضياً مأساوياً و تاريخاً مرّ عليه الزمن و انتهى”.إلّا أنه طمأنهم بأن الرّب سوف يحميهم من كلّ شر,فاستأنف قائلاً:” إلّا أن اللّه القدير,الثّالوث القدوس المحسن الكلّي الوداعة و الحكمة, هو الّذي يسيطر على هذه الفوضى ويرميك في زاوية أبعد ما يمكن عن التوقّع و يغطّيك كوردة تحت صخرة.إنه يحافظ عليك في نفوس أبسط الناس,الّذين ليس لهم أيّة سلطة أو معرفة دنيوية. و ها أنت باقية حتى اليوم ,ها أنت لا تزالين حية موجودة تغذين الأجيال النّاشئة, و تفلحين كل بقعة جيدة من الأرض , و توزعين قوة و حياة و سماءً و نوراً و تفتحين للنّاس أبواب الأبدية” . هذه الكلمات الّتي تفوّه بها قديسنا ليست سوى مصدر أمل للأرثوذكسيين ودعوة للتشبّث بالإيمان و عدم التزعزع مهما حصل.
للختام, أودّ أن أشكر اللّه كوني أرثوذكسية وأودّ أن أدعو الجميع أن يكونوا بحق أرثوذكسيين و أن يحافظوا على إيمانهم المستقيم , فالأرثوذكسية كنز نفيس لا يقدّر بثمن ….