“ويلٌ للراعي الباطل …” (زكريا 7:11)

mjoa Sunday November 8, 2009 361

إن من كانت إليه كلمة الرب فهو مسؤول عنها وسط الجماعة ومسؤول بها عن الجماعة. هذا ما تلقفناه من كتابنا العزيز الذي يوصينا في سفر الخروج:”إذهب وانا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به”. وفي سفر إرميا يوصينا ايضاً ويذكرنا بأن “قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب والممالك لتبني وتغرس”.

وعلّمنا مؤسسو الحركة ان كل واحد منا راع (أي مسؤول) للدنيا كلها، وان سيكون الكنيسة وسيلد للمسيح بنين وبنات (المطران جورج خضر).

 

ليست المسؤولية الكنسية إذاً إختصاصاً لكنها الوضع الطبيعي لكل من خرج من جرن المعمودية وإلتزام المسيح كيانياً. انها ايضاً الوضع الطبيعي لكل من إرتبط بالكلمة الإلهية وإرتضاها له نهج حياة. لا تحتاج الكلمة الإلهية الى عنصرٍ من خارجها حتى يفعّلها، فعلها في ذاتها، فما ان تلتزمها حتى تنشىء فيك ما يشعرك انك مسؤول عن كنيسة المسيح، مسؤول عن الجمال فيها حتى يعم، وعن القتام حتى يتبدد. أنت مسؤول وبالتالي لا توكل مسؤوليتك الى آخر، إذ إن احداً فيها لا ينوب عنك، وهذا ما يفسر في الدينونة ان الله سيدين كل واحد على ما فعل من شر وعلى ما لم يفعل من خير.  الكنيسة لا تقصي عن المسؤولية أحد (إلاّ) ولا تستثني أحداً إلا من إستثنى نفسه إذا كل مؤمن من موقعه مسؤول ويساهم بشكل او بآخر في خدمة كنيسة الله وشعبه.

 

في هذا المؤتمر وكما في كل مؤتمر سنبحث في عثرات تعترض المسؤولية التي ألقيت على عاتقنا، شهادة حركتنا وتواصل رؤيتها وتفاعلها مع محيطها الرعائي.
سوف نستعرض واقعنا ونحاول أن نقرأ خفاياه، سنقع على القبح، ولكن القبح عندنا نحن جماعة الرجاء له جمال، إذ سرعان ما يعمل الله فينا ان أسلمنا له ذواتنا وعدنا إليه كما عاد الإبن الشاطر ليقوم الطريق المعوّج المظلم الذي عاشه بإبتعاده عن الله، لأن الله سرعان ما سيبدل القبح الذي فينا الى نورٍ وجمال. الواقع الذي نعيشه هو دوماً دون المشتهى لأن مشتهانا دائماً وأبداً هو المسيح الذي دعانا الى عدم إهمال الرعاية والمسؤولية لأن المهمة تكمن في رفع الكون برمته الى عرش العليّ.

 

يا إخوة، الشعب الأرثوذكسي اليوم بحاجة الى الرعاية الصالحة، أنه يحتاج الى محبة أكثر، وخدمة أكبر، وسهر متواصل وتعليم أصيل، وتخطيط هادف وذلك لمجابهة التحديات التي تعترض إيمانه.

 

العمل في كنيسة الرب كثير وكبير ولكن يجب ألاّ يكون الفعلة قليلين، لذا لا بد من تعاون وتآزر كل من أهله الرب لخدمة مذبحه. يجب ان نكون أمينين للوديعة التي تسلمناها لكي لا ندع الباطل والإنحطاط والأهمال من العودة الى الكنيسة الإنطاكية. يجب أن نعيّ ان دينونة عظمى تنتظرنا اذا نحن أهملنا خراف المسيح. لقد أعطى الرب أن تكون هذه الحركة هبة من هبات الروح القدس في الكنيسة لذا نضرع إليك يا الله ان تعيننا وتسكن فينا على الدوام لأننا بك نحيا ونتحرك ونوجد. لأنّ كلامك لنا بأنك لا تريدنا فاترين مدعاة تفكيرٍ وتمحيصٍ لنا نحن الذين نتكلّم عن الخدمة والمسؤولية في كنيستك. هذا الكلام مهمّ لنا اليوم لأن حرارتنا وحدها تبرر وجودنا ودينونتنا في فتورنا أكثر مما هي في ابتعادنا عن الرب لأن الفاتر مدعاة عثرةٍ وكان الأفضل له ان  يولد حسب قول الرب.

 

رسالة الحركة يا إخوة كانت ولم تزل هي الدعوة الى المحبة والخدمة والعمل المثمر. رسالتها هي بالتفتيش عن الأخ المبتعد عن الجماعة لتعيده إليها، رسالتنا لا تعرف الراحة ولا تريدها “لأنّ ليس لإبن الإنسان مكان يسند إليه رأسه”.

 

لذا أرجو من الله في بداية هذا المؤتمر أن يقوينا فنبقى بإشراف راعينا الجليل والمؤسس الأول للحركة، أمناء على الرسالة، رسالة الخدمة والنهضة في هذه الكنيسة وأن نكون مستعدين دوماً لتنمية الوزنات المعطاة لنا واضعين على الله كلّ رجائنا لأنه هو وحده القادر أن يرفعنا ويجدّدنا فون القائل عن نفسه”ها أنا أصنع كلّ شيء جديداً”.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share