حول مكان وزمان الاعتراف

mjoa Thursday November 12, 2009 252

تبين الخدمات والصلوات الكنسية الحاجة الأسبوعية المتواترة للمناولة التي بدونها لن نتمكن من العيش بشكل مختلف عن بقية العالم، لأننا حينها سنكون ضعفاء روحياً جداً لنقوم بذلك.

 

عند اكتسابنا التوق الحقيقي للمشاركة الإلهية  (المناولة)، دعونا لا نقع في فخ بلوغ هذا السر بشكل عرضي. الكثير من الأشخاص المخلصين بهذا الخصوص يتقيدون بضرورة الصلاة ،  والانقطاع عن الطعام والشراب والعلاقات الزوجية والتدخين قبل الحصول على جسد ودم السيد المسيح.

هذا النوع من التحضير يجعلنا مهيئين لتلقي الرب تحت سقف المنزل الروحي في نفوسنا.

 

المجال الذي غالباً ما يكون مفقود خلال التحضير للمناولة الإلهية، هو الاستعداد القلبي من خلال الصمت والصلاة في الليلة السابقة.

الكنيسة الأولى شددت على السهر طوال الليل، الذي كان فعلا يدوم طوال الليل. أما بعض الأبرشيات في هذه الأيام فقد تقيدت بالسهر على الشكل التالي: ساعتين أو ثلاث في خدمة صلوات ومزامير وتراتيل روحية. وفي أبرشيات أخرى، بقيت صلاة الغروب هي التحضير الملائم الوحيد في الليلة التي تسبق طقس القربان المقدس، أو كانت تقام لغاية القربان نفسه.

 

صلاة الغروب، في الحقيقة، هي بداية الاستعداد للمناولة الإلهية، بدونها نحن لا نستطيع ولا يجب علينا الاقتراب من السر الإلهي، إلا إذا كنا مرضى. ليلة السبت هي أيضاً الوقت المثالي للاعتراف، جاعلين هذا السر يهيئنا للتالي.

بينما أبرشيات أخرى لديها أكثر من كاهن، تستطيع تقديم خدمة الاعتراف في أيام الآحاد أيضاً.
من الطبيعي أن تكون خدمة الاعتراف غير ممكنة بشكل كامل ولائق قبل القداس الإلهي في الأماكن التي فيها كاهن واحد فقط للخدمة.

وكما هو الحال دائماً، هناك استثناءات للحالات الطارئة حقاً.

رغم معرفتنا بكل هذا، ربما نميل لتبرير أنفسنا، للهروب من المشاركة المتكررة في القربان المقدس، فنقول مثلاً “بما أنني لا امتلك الوقت لحضور صلاة الغروب، ولا أستطيع التضحية بكامل مساء السبت، سوف اكتفي ببساطة بالحصول على الاعتراف المقدس والقربان الإلهي بشكل متقطع، ربما بضعة مرات في السنة”  يا له من جنون !

الخطوة التالية في تفكيرنا ستكون “أعرف أن تناول القربان المقدس هو جزء أساسي من طقوسنا، لكن بما أنني لا أستطيع الحصول عليه (غير مستحق)، سوف أبقى في المنزل”

أخوتي وأخواتي في المسيح، هذه هي أفكار من الشيطان الذي لا يريدنا أن نشعر بالعصيان أو الذنب عندما نخالف مبادئ الحياة المسيحية. الشيطان يريدنا أن نكون مشلولي الإرادة، وهو لا يبالي كيف يحدث ذلك.

 

سلام الرب قريب منا، حتى أنه معروض علينا بأنماط مختصرة بسبب ضعفنا، إذا أردنا هذا السلام، يجب علينا أن نتخذ الخطوات اللازمة لتهيئة أمسيات السبت أو على الأقل ساعة واحدة منها للصلاة مع الكنيسة لتهيئتنا من أجل القربان المقدس. يجب علينا أن نقرر أن المساء الذي يسبق انبعاث يوم الأحد، يجب أن يُقضى بنشاطات هادئة تعكس بصدق حياة الإنسان المسيحي.

 

الرب لا يطلب منا كل شيء، لكنه يطلب شيئاً ما: أن نكون جزءاً من الصراع الروحي ضد الأهواء التي تعزَز بقوة في عصرنا المليء بإغراءات المتعة، وأن نهيئ أنفسنا مثل موسى لتسلق الجبل المقدس كل أسبوع. أجيال العهد القديم انتظروا يومنا هذا وهذه فرصتنا للقيام بذلك، الكثير منهم كانوا ليدفعوا حياتهم من أجل الفرصة الروحية التي نتمتع نحن بها الآن كل أسبوع.

 

لندرك أيها الأخوة بشكل كامل عطية الله الذي وهبنا إياها بالاعتراف وتناول القربان المقدس ودعونا نهيئ أنفسنا بطريقة مسيحية حقَة، ليس ببساطة عندما يسيطر علينا الشعور بالذنب، أو عندما يكون يوم عيد، بل كل أسبوع، عندها سنكون مهيئين لنجاهد الجهاد الحسن لتكملة الأسبوع.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share