لا تكون العبادة مُستقيمة إلا إذا كانت صورة عن المجد الإلهيّ.
هذا ما تعنيه الأرثوذكسيّة: إتباع الأشكال الصّحيحة التي وُصِفت في سفر الخروج، وإطاعة كلّ خدمة التيبيكون التي تعلم الكهنة كيفيّة الخدمة – وبكلّ تأكيد تكون هذه الخدم فارغة (تجديف على الرّبّ) – إذا كان القلب ميتاً والأيدي هي التي تتحرك فقط.
وتعدُّ الخدمة تجديفاً إذا كان الكاهن يخدم بخوف استعباديّ من عقاب الرّبّ في حال نسيَ حركة ما أو أخطأ بلفظ كلمة ما. هذه ليست العبادة المُستقيمة (الأرثوذكسيّة).
ولا تكون العبادة مُستقيمة إلا إذا كنّا كالأطفال، ننظر مجد الله في كلّ شيء يحيط بنا ونقدِّم له الشّكر على مجده.
تكون أعيننا أرثوذكسيّة إذا كانت كأعين طفل تنفتح بشدّة لترى الأيقونات المُقدَّسة، والأثواب الكهنوتية المُطرَّزة، وأنوار الشّموع تهتز في العَتمة.
تكون آذاننا أرثوذكسيّة إذا كانت كآذان طفل، تبتهج عند سماعها الألحان القديمة التي تعطي أجنحة لكلمات الآب التي تخترق النفس البشريّة منذ أكثر من عشرة قرون.
تكون أنوفنا أرثوذكسيّة إذا ابتهجت عند استنشاق رائحة البخور، كطفل ينذهل عند شمّ رائحة فريدة لزهرة.
تكون لمستنا أرثوذكسيّة عندما نبتهج لتتبع إشارة الصّليب على الجبين، الصّدر، الكتف الأيمن فالأيسر غير مُدركين أن الله نفسه قد مات لنحيا نحن الحياة الأبديّة.
تذوقنا لا يكون أرثوذكسيّاً إلا عندما نكون كالطفل الصّغير، نستقبل جسد ودم المسيح الكريمين كرضيع يشرب الحليب بشكل واثق من ثديَي أمِّه.
“الحقّ أقول لكم من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله” (مرقس 10: 15)
العبادة المستقيمة هي عبادة إنجيليّة. إنّها مجموعة طقوس لسنا أحراراً بنبذها أو طرحها خارجاً إذا كنا نؤمن بالله، و نؤمن أنّه حقاً كشف لنا قدرته وبقي على العهد.
إنّها رؤية المجد غير المنظور، غير المدرك، الذي يريدنا الله أن نراه ونتصوره. إنّه طعم ورائحة السّموات، إنّه مجد الرّوعة غير المحدودة والبهجة الطفوليّة الصّافية.