لقد كانت الأم غاية فى الجمال فقد منحها الله جمالاً باهراً يشهد له الجميع وكانت الابنة تفتخر كثيراً بجمال أمها أمام معارفها وأصدقائها ولكن برغم هذا الجمال كانت أيدى الأم مشوهتان بأثر حروق بالغة ولم تتجاسر الابنة يوما أن تسال الأم عن سبب الحرق التى أصابت يديها ومرت الأيام إلى أن بلغت الفتاة العشرين من عمرها وتقدم أحد الشبان لخطبتها و فى الموعد استقبلتهم الأم، تناست الأم أن تضع قفازات اليدين التى كانت تستخدمهم ومرت العزيمة ولكن الفتاة كانت فى شدةالغضب.
لماذا يا امى؟؟؟؟ لماذا لم ترتدى القفاز الخاص بأيديكي بل لماذا أهملتي يديكي حتى تحترق هكذا يا أمى أنتى جميلة لكن لو أن يديكي … وها أنا الآن مصرة أن أعرف سبب الحريق هذا الذي يشوه يديكي.
ذرفت الأم دمعة رغما عنها مخاطبة ابنتها:
ابنتي الحبيبة وأنتي فى الثالثة من عمرك شب حريق هائل فى المنزل التفت النيران حولكي وأحاطت بكي من كل جانب حتى ملابسك تلامستها النيران مما دفعنى إلى أن أضع يدي فى وسط النيران وانتشالك منها وأخلع عنك ملابسك المحترقة دون أن أعبأ بآلام النيران وهى تلتهم يدي فقد كان خلاصك أنتي همي الوحيد لأنى أحبك … أحبك أكثر مني.
وهنا بكت الفتاة بشدة وقبلت يدي أمها المشوهتين قائلة عبارتها الخالدة “أمي أنتي جميلة ولكن أجمل ما فيكي يديكي”
هكذا يا صديقي فإن يسوع لم يفكر إلا فى أن ينتشلنا من خطايانا فقد كان حبه لنا أكثر من أي شئ ” فالمسيحية جميلة ولكن اجمل ما فيها الصليب والمصلوب”.