غصت مساء يوم الجمعة 4/12/2009 القاعة الأثرية في دير سيدة البلمند في طرابلس، شمالي لبنان بحضور أتى من مناطق لبنانية مختلفة، ليستمعوا إلى جوقة القديس رومانوس المرنم التي انطلقت بقيادة الأخ بسام صوان من حمص إلى لبنان لتحي ولأول مرة بشكل إفرادي أمسية مرتلة احتفالاً بعيد القديس يوحنا الدمشقي واقتراب عيد الميلاد المجيد.
حضر الأمسية كل من الميتروبوليت جاورجيوس أبو زخم ورئيس دير سيدة البلمند الأرشمندريت اسحق بركات وعميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في جامعة البلمند الدكتور جورج نحاس وعدد من كهنة وشمامسة لبنان إضافة إلى العديد من المهتمين بالموسيقى البيزنطية ..
الميتروبوليت جاورجيوس أبو زخم وبكلمة له عرّف الحضور اللبناني بالجوقة ومما قال:«هؤلاء الشباب المرتلين هم من أبناء أبرشية حمص ومعظمهم من طلاب وأساتذة مدرسة القديس رومانوس المرنم البيزنطية التي صار عمرها سنتين فهم يعطون من وقتهم لكي يحافظوا على الموسيقى الكنسية البيزنطية الذي لعب دير سيدة البلمند دوراً كبيراً بنشرها.. »
بدوره عبّر الأرشمندريت إسحق بركات عن سعادته لاشتراك الجوقة بهذه الأمسية ومما قاله:«أنها المشاركة الأولى لجوقة من سورية، ففي العادة كانت تشترك عدة جوقات من سورية ولبنان في أمسية واحدة . أما الآن فجوقة القديس رومانوس المرنم الحمصي، تحي أمسية مرتلة في لبنان لوحدها وهذا شيء رائع يدل على احتراف هذه الجوقة موسيقياً .
فنحن دعينا هذه الجوقة إلى هنا لأننا سمعنا كثيراً عنها فقد قدمت عدة أمسيات في سورية وأصبح لها سمعة مرموقة وهذا يدل على الاهتمام الكبير بالموسيقى البيزنطية في حمص وأتمنى أن تكون هذه الأمسية فاتحة لمزيد من المشاركات السورية واللبنانية في دير سيدة البلمند لنصل في المستقبل إلى ما يمكن تسميته بمهرجان الموسيقى البيزنطية »
على صعيد آخر، وبهدف الدخول في تفاصيل أشمل عن برنامج الأمسية، إلتقت أسرة الإعلام في حمص قائد الجوقة الأخ بسام صوان الذي قال:
«الأمسية التي قدمت ميلادية الطابع تخللها قطع موسيقية للقديس يوحنا الدمشقي وهناك قطعة موسيقية قدمت باسم “تيري رم” وهي من التراث الموسيقي البيزنطي كما قدمت قطعة موسيقية بشكل مشترك حواري بيني وبين المرتل “سليمان أبو هنود”.
الألحان التي نؤديها في هذه الجوقة ألحان بيزنطية وهي قريبة جداً من الموسيقى الشرقية العربية فاللحن “الثامن” البيزنطي يقابله مقام “الرست” في الموسيقى العربية واللحن “الأول” يقابله مقام “البياتي” .»
أما عن عدد المشاركين بالأمسية والتدريبات التي سبقتها قال:
«بلغ عدد المشاركين بالأمسية أكثر من /70/ مرتل ومرتلة ومعظمهم من طلاب وأساتذة مدرسة “القديس رومانوس المرنم” البيزنطية في حمص لذلك أظن أننا نسير نحو مزيد من الأكاديمية الموسيقية بشهادة أساتذة الموسيقى البيزنطية في لبنان وسورية فمعظم المشاركين أصبح يتقن الموسيقى البيزنطية بشكل جيد ونسعى لمزيد من التقدم ..
الأمسية هذا المساء هي حصيلة جهود كبيرة وتدريبات شاقة فمنذ شهرين تقريباً ونحن نتدرب والحمد لله كانت الأمسية ناجحة ونحن الآن نسعى لمزيد من المشاركات وخاصة خارج حمص فقد أصبح للجوقة بصمتها وطابعها الخاص .»
في نهاية الأمسية كرّم الأرشمندريت إسحق بركات الميتروبوليت جاورجيوس أبو زخم والمرتل الأخ بسام صوان ..كما شكر الأرشمندريت بركات أعضاء الجوقة لمشاركتهم المميزة ومجيئهم إلى لبنان ..
بالإضافة لتقديمها للأمسية المرتلة خدمت جوقة القديس رومانوس المرنم الحمصي، القداس الإلهي الاحتفالي الذي أقيم بمناسبة عيد القديس يوحنا الدمشقي صباح يوم الجمعة 4/12/2009 في كنيسة رقاد والدة الإله في دير سيدة البلمند والذي ترأسه صاحب السيادة الميتروبوليت أفرام كرياكوس مطران طرابلس والكورة وتوابعهما.
ونشير الى أن هذه الأمسية أتت ختاماً لمؤتمر القديس يوحنا الدمشقي الذي عقد في معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في جامعة البلمند في الفترة الممتدة ما بين الأول والثالث من شهر كانون الأول /2009/ تحت اسم “القديس يوحنا الدمشقي اللاهوت والصورة والنغم” والذي ضم عدة محاور لاهوتية تناولت “الليتورجيا” و”الموسيقى البيزنطية” في فكر “القديس يوحنا الدمشقي” ودور القديس في الدفاع عن “الأيقونات المقدسة” .
الى ذلك فقد اشترك في المؤتمر عدد من أساتذة اللاهوت من سورية،لبنان، الولايات المتحدة الأميركية، أوروبا الغربية،اليونان وبعض الدول الأوروبية الأخرى ..