ببركة صاحب الغبطة البطريرك أغناطيوس الرابع، وتحت رعاية مدارس الأحد الأرثوذكسية في صيدنايا، وبالتعاون مع أخوية ديري القديس جاورجيوس والشيروبيم في صيدنايا. أُقيمت أمسية تراتيل وأناشيد في صالون القديس جاورجيوس في بلدة صيدنايا في كانون الأول 2009 من وحي الميلاد، أحيتها ثلاث جوقات: الملائكة (صيدنايا)، القديسة تقلا (داريا) و القديس ديمتريوس (معرونة).
حضر هذه الأمسية بالإضافة إلى راعي الكنيسة الأب جورج نجمة ، قدس الأرشمندريت يوحنا التلي رئيس ديري القديس جاورجيوس والشيروبيم في صيدنايا والأب يوسف جحا راعي كنيسة معرونة والأب رامي راعي كنيسة السريان في صيدنايا وبعض الرهبان من دير القديس جاورجيوس وعدد كبير من أبناء الرعية.
ألقى قدس الأرشمندريت يوحنا التلي كلمة في هذ المناسبة قال فيها:
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.
أيها الآباء الأجلاء، أيها الحضور وخاصةً ذوي الفعاليات.
أقول بادئ ذي بدء اليوم شابٌ من رفاق هذه الشبيبة التي نسمع صوتها والذي كان من المحتمل أن يكون مشاركاً مع رفاقه وإخوته في هذه الأمسية العذبة الجميلة، قد انساب إليه المرض وبدأت الخلايا تتآكل في جسده ودفن اليوم ظهراً في داريا رحمه الله (بشار كسواني) فباسم هؤلاء الذين قدموا هذه الأمسية مع مرشديها وأتجرأ وأقول باسمكم جميعاً وباسمي معكم نهدي ما قُدِّم اليوم إلى روحه الغالية عسى أن هذه الكلمات التي لُفظت في التراتيل والأناشيد تكون مدعاة صلاة من أجل روحه ليكون مع سكنى الخالدين.
أما ما سمعناه اليوم فيوحي لي بالقول التالي: بأن للحضارة أسسٌ، وأسسُ هذه الحضارة الفن بما فيها الأدب والعمران والفكر هذه ناحية , والناحية الأخرى تربية النشىء ليكون متأسساً على ما يغذي الإنسان في تربيته هذه ليكون عضواً من مؤسسي الحضارة.
فالأهل والكنيسة والمجتمع كلهم مسؤولون عن تنمية حياة النشء لكي يكونوا حجارة حية في بنيان حضارة نبنيها بعز وفخر.
الناحية الثالثة الإيمان. حضارة بلا إيمان فارغة، لا مضمون لها، تتلاشى، تفرغ لأنها بالأساس هي فارغة. وأما عندما يكون الإيمان الذي هو في قلب الإنسان به يشكِّل في بنيان حضارته. هذا يعني أن الله يأتي إلينا من خلال هذا الإيمان ليكون هو الأساس وهو المساعد وهو السند. ما سمعناه وما رأيناه اليوم يحمل هذه الأطر الثلاثة. نشء سمعنا منهم ما قدموه ففرحنا بما سمعنا بمشاركة أهالي النشء الحاضرين معنا، وأرجو ألا يكون أحد غائباً لأن الاهتمام هو بالحضور الذي يمثل جزءاً مكملاً للتربية. فالتربية مرتبطة بالقلب عن طريق المحبة الذي هو ذاته القلب المصلي والبرهان أنها قلوب مصلية هو رغبتها باشتراك أبنائها بجوقة كنسية لأنهم إذا كانوا لا يصلون فإنهم يفقدون مكاناً أساسيا في بنيان حضارة تعتمد على دور الصلاة في إنشائها، من هنا أقول بأن هنالك شيء جديد يدخل لمجتمعنا في وطننا العزيز هذا من خلال كنيستنا المقدسة التي منها تتألف البيوت ويتولد المجتمع في عطاء لا يتوقف.
أنا فِرحٌ اليوم أنهم أتحفونا بما قدموه لنا. عسى أن نتذكر هذا اليوم ليكون بدءاً لأمسيات قادمة، كل أمسية تصير متقدمة عن التي سبقتها لنصل وإياهم إلى الذروة المنتظرة. فالعمل الدؤوب الذي يقومون به لابد أن يحسن الأداء ويحسن الأمسيات هذه. هذا لا يعني أننا لم نُسرّ ونفرح ولكننا طماعون ونريد المزيد، والمزيد يأتي دوما من خلال هذا التعب المنتظر .
فإلى أسرة مدارس الأحد أتقدم بالتهنئة والشكر على ما يقدمونه من جهود خاصة في الترتيل، وهذا الترتيل إن كان لابد أن أقول فيه كلمة نقد، فأقول إننا نلاحظ أن التوازن فيه ضعيف فالبنات أكثر من الصبيان، وهذا يضعف الأداء، فالترتيل يقوم على توازن بحيث أننا مدعوون لكي نهتم بالشبيبة الغائبة عن هذا الحضور. وكما أهنئ مدارس الأحد على النشاط الذي قُدِّم لنا اليوم. ليكون العمل بلا توقف.
فإلى الجميع من أسرة مدارس الأحد ومن هؤلاء الشبيبة التي رتّلت، أُقدِّم باسمكم أيها الحضور جميعاً تهانينا على جعلهم قلوبنا فرحة ومسرورة فيهم وبأعمالهم عسى أن تكون هذه الأمسية ببركة ربنا يسوع المسيح التي تشملنا جميعاً.