عظة المطران جورج خضر في خدمة دفن الأخ فادي كعدي

mjoa Wednesday February 3, 2010 671
” من يأكل جسدي ويشرب دمي له حياة أبدية”

إخوتي الكهنة،
أيه الأحبة.
إذهب يا فادي، وإلى اللقاء لأنك ترتحل لتهيأ لنا مكانا في هذه الحياة الأبدية التي كنت أنت تذوقها “لأن الحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي والذي أرسلته وهو يسوع المسيح”.
أنت ما عرفت إلها آخر. وكان إخوتك الشبان والشابات يرون ذلك، وأحببتهم بالحب الذي أغدقه المسيح عليك.
في نظر رفقائك وأنسبائك وأحبائك أنت ذهبت مبكرا. هذا الحديث ليس له معنى في إيماننا فإن ما شهدت له، وأعطيته، وعظمت فيه. أهم من هذا الجسد الذي هو من التراب أن يرتضيه الله في يوم حكمته. الموت هو السر الوحيد الذي يغيب عن فكر أي بشر العلماء منهم وغير العلماء، سر أبقاه الله في قبضته لكي نتواضع ونقترب من وجه يسوع.
لقد التصقت أنت بيسوع. وهو الآن يدنيك منه باستمرار في حياة دائمة لا تنقطع، لتذوق حبه وتقول له ما قلناه هنا “هللويا”. أي هللوا لله الذي أنا واقف أمامه وأتلقى منه كل حنان.
“من يأكل جسدي، وبشرب دمي له الحياة الأبدية”.
معنى ذلك عند آبائنا أننا نأكل كلمة الله أولا. نأكل الكتاب. وأنت أكلت الكتاب الطيب. ويصير الكتاب إيانا، ونصير نحن إياه في لحظة الحب الكبير، والخضوع الكبير، عندما لا يستبقي أحدٌ شيئا لنفسه، ويكفر بأناه. يصير هو كلمة الله. ثم عندما يعظم الحب حتى الاحتدام. يتناول القرابين الإلهية. ويصبح الإنسان هذا، هو جسد المسيح، أي يصبح المسيح. هذه عقيدتنا.
ويوغل أحد القديسين عندنا يا حبيب، في العشق الإلهي حتى يقول “يظن المؤمنون أنهم يأكلون المسيح. وفي الحقيقة أنهم هو يأكلهم.
أنت كنت تتعاطى أطعمة الناس ولشربتهم. هذا ما كان ظاهرا. ولكن ما كان حقيقيا أن الرب يسوع جعلك له مأكلا. أحبك وأقامك في هذه الحياة، فرتلنا لك اليوم ما هو فرح الفصح. ما استطعنا إلا أن ننشد لك أناشيد الفصح لأنك بتّ إنسانا قياميا بيننا. أحببنا أن نستبق العيد. لأنك كنت بيننا عيداً أيها الطيب.
أنت تخطفنا الآن إلى الفصح. ليس من شيء آخر إلا القيامة. كل ما قبلها، أو ما دونها فان. لذلك قلت لك في مستهل عظتي “إذهب وإلى اللقاء”. لأننا نحن نتحرق لكوننا لم يتم التصاقنا بالمسيح التصاقا كليا. “إذهب وإلى اللقاء” إذا. نحن تائقون على المقام الذي جعلك الله فيه الآن.
إذهب وافرح. وساعدنا بأدعيتك فوق لكي نصبح قياميين.
أقول لك كل حبي، وحب شبيبة هذه الكنيسة التي ناضلت معك، وحب ذويك، وهؤلاء الإخوة المشيعين. نحن نذهب ليس إلى عرسك. نحن نذهب معك إلى العرس الذي يقيمه يسوع مع حبيبته الكنيسة. سنذكرك في كل ذبيحة. سنذكرك حتى نتمرن لنصبح ناسا قياميين.
يقول ذووك أنت في القلب. هذا ليس أهمية. أنت في قلب الله. تلك هي العظمة. وذلك كل الوجود.إذهب إلى الوجود الكامل، إلى وجه يسوع. وهيأ لنا معك مطرحا وضيعا.
ألا بوركت وتبارك ربك بك. وجعل الروح القدس قلوب ذويك، قلوب تلك العائلة الطيبة وقلوب كل محبيك، ألا جعل قلوبهم في سلامه ورفعته.
آمين.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share