بمناسبة عيد الظهور الإلهي بحسب التقويم الشرقي نظّم فرع القدّيس جاورجيوس في اللاذقية رحلة لحضور هذه المناسبة على ضفاف نهر الأردن ضمن برنامج ضمّ زيارات ومحطات متنوعة استمرت ثلاثة أيام. أشرف على تفاصيل الرحلة الأخ فادي مسيكة (مسؤول الفرع)
توجّهت الرحلة عندَ وصولها إلى عمان إلى دار المطرانية حيث كان في استقبالهم سيادة المتروبوليت فينيذكتوس مطران فيلادلفيا وسائرِ الأردن، والأرشمندريت نكتاريوس(منصور). وفي الدار إلتفّ الجميع حول سيادته الذي حدثهم عن التوبة الشخصية وغفران الخطايا بالمياه المقدسة، وشكرَ الجميعِ لاشتراكهم بهذه الرحلة المباركة محملاً إياهم سلامه إلى سيادة المطران يوحنا (منصور)، كما بارك الجميع وتمنى لهم حجاً مباركاً عند نهر الأردن.
سجدَ الجميع لذخائر القدّيس نكتاريوس (أسقف المدن الخمس) في كنيسة المطرانية وتباركوا من الزيت المقدس واستمعوا الى الأب نكتاريوس الذي حدثهم عن عجائب القديس.
وعلى ضفاف نهر الأردن أقيمت صلاة تقديس المياه برئاسة المتروبوليت فينيذكتوس ومعاونة الارشمندريت نكتاريوس ولفيف من الكهنة. حضرها حشد غفير من المؤمنين من كافة الجنسيات الذين أتوا للمشاركة في المناسبة.
ألقى سيادته الصليب في النهر حيث اعتمد السيد المسيح على يد النبي يوحنا المعمدان. ونشير الى أن الموقع يعرف يُعرف أيضًا بالمغطس، ويتبارك المؤمنون من مياهه المقدسة.
ضمت الرحلة أيضًا زيارة بحر الميت الذي هو عبارة عن بحيرة يُعتبر سطحها أعمق نقطة في العالم على اليابسة حيث تقع على عمق 417م تحت سطح البحر وتقع ما بين الأردن وفلسطين.
والبحر الميت هو مكان خسف قرى قوم لوط. ويعزى سبب الانجذاب إلى البحر الميت إلى اجتماع عدد من العوامل أهمها التركيب الكيميائي لمياهه، وأشعة الشمس المصفاة والهواء المشبع بالأوكسجين.
ختام الرحلة في اليوم الأخير كان إلى جنوب عمان إلى مدينة الفسيفساء الشهيرة (مأدبا) والتي هي إحدى أكبر مجموعات العالم من اللوحات الفسيفسائية، وتُعتبر الخريطة المهيبة لفلسطين القديمة نجمة هذه الفسيفساء وهي تصوير زاهٍ رائع للأرض المقدسة من القرن السادس. زارَ الجميع سوق مأدبا وتعرّفوا على مراحل صناعة الفسيفساء وطريقة كسر حجرها وتزيينه ليصل إلى لوحته النهائية.
وفي الجوار يوجد المكان الأكثر إجلالاً في الأردن وهو جبل نيبو؛ النصب التذكاري للنبي موسى والموقع المفترض أن يكون قد مات ودفن فيه.
ومن مركز الزوار تنطلق في شارع فلسطين عبر إشارات على الأرض مرسومة لتصل إلى كنيسة صغيرة بنيت عام 393م. توسّع المكان هناك تدريجياً ففي القرن السابع كان هذا المكان قد أصبح مجمعاً بيزنطياً واسعاً يأتي إليه الحجاج من بعيد. يبدأ طريق الحج من القدس ماراً عبر أريحا، وعيون موسى وجبل نيبو وينتهي بالينابيع الحارة الطبيعية. لم يبقَ من البناء العائد للقرن الرابع إلاّ بضع كتل من حجر الكلس مع شيء من الأرضية الفسيفسائية.
واستطاع الجميع أن يروا من الكنيسة منظراً مثيراً عبر وادي الأردن والبحر الميت أسطح منازل القدس وبيت لحم.
اخُتتمت الرحلة بزيارة كنيسة القديس جاورجيوس في الفحيص حيث سجد الجميع لصليب يحوي ذخائر من عود الصليب الكريم وقطعة حجر من القبر الذي دُفن فيه الرب يسوع.
ونشير الى مرافقَة قدس الأب إليان خوري في الرحلة الذي شارك في احتفالية تقديس المياه على الضفة مع سيادة المطران والكهنة المرافقين.
سُرَّ الجميع بهذه الزيارة المباركة التي حملت اسم “رحلة الفرح” ذلك الفرح الذي أنعمَ عليه الرب لحجاجه الذين جمعهم روح الفرح الآتي من الجو العائلي الحميمي الذي سادَ كلّ لحظة من لحظات رحلة الحج المقدس…. رحلة الفرح.