الى سيدي مطران ابرشيتنا المثلث الرحمات

mjoa Monday February 15, 2010 194
عندما سمعت نبأ وفاتك قادتني الذكرى حالا الى ذلك اليوم من عام 1962 يوم قيل لنا سنستقبل مطران الأبرشية في طرابلس وكنا يومها في حضرة جمعية بطرام للشباب.
ما كنت يومها أفهم بالعمق معنى أن نستقبل أسقفا، أو معنى أن نذهب الى طرابلس لاستقبال المطران الجديد.
حقًا لقد توسمنا فيه شخصية مميزة ومحببة من التعقل والهدوء والرصانة يلتف حوله الشعب الآتي لاستقباله.

ومرت الأيام وبدأ العمل على كل الأصعدة في الأبرشية، وقد كنت في صفوف حركة الشبيبة الأرثوذكسية  نعمل مع أسقف أحبّنا وأحببناه في العمق، قادنا الى الينابيع الحيّة، كان مثالا لنا في الوداعة والتسامح وعمق التفكير، كان يقودنا للصلاة بين أروقة الكنائس والأديار، كنا شبابا وشابات مع مجالس الطفولة نتحلق حوله طالبين البركة والمعونة والصلاة والصبر والرجاء من فيض ما عنده ومن أبوّة كاملة شعرنا بها في كل لقاءاتنا. باستقامة الأمور في شعبنا وزادنا قداسة وتعليما وحبّا للآخر.
أما بالنسبة للعمل في ترتيب المؤسسات المبعثرة كانت هنا وهناك في قرانا وأبرشيتنا فلقد نالت نصيبها من العمران والتنظيم حسب ما شهد الاخوة المرافقين له في تلك الفترة وشهادتهم حق.

 وأذكر تماما عندما أتانا مساء ذلك الأحد في منتصف السبعينات وصلى معنا وطلب منّا أنا والكاهن إعداد مجلس رعيّة لكنيسة القديسين قزما ودميانوس في بطرام. وهكذا كان: فقد سرّ المطران وبارك وشجّع ووجّه أعمالنا واجتماعاتنا وأسسنا أوّل مجلس رعيّة بحسب القانون الجديد. وكم كان مهتمّا بنشطات الشبيبة والأطفال في المخيمات واللقاءات التي كان يرعاها بنفسه، فسمح باقامة القداديس في البرية وفي المخيمات ليشترك الجميع صغارا وكبارا بالصلاة والتقديس.

هذا ولقد دشّن في الثمانينات قاعة الكنيسة عندنا بكل همّة ونشاط وكنّا نشهد تماما كيف يعمل ويتصرف بحكمة وبكل ” لياقة وترتيب” لتبقى الكنيسة عروسا ممجدة ” لا عيب فيها ولا دنس”.

وأخيرا أعتذر للقرّاء الكرام إذ أنّني لم أستطع أن أدوّن كل شيء بل كتبت هذا لا للذكرى فحسب بل لاستقامة الأمور ولنتعظّ دائما لنبني مستقبلا أبهى وأفضل.
فهنيئا لك يا سيدي قول السيد الرب ” كنت أمينا على القليل فسأقيمك على الكثير، أدخل الى فرح ربّك مسرورا”.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share