ومرت الأيام وبدأ العمل على كل الأصعدة في الأبرشية، وقد كنت في صفوف حركة الشبيبة الأرثوذكسية نعمل مع أسقف أحبّنا وأحببناه في العمق، قادنا الى الينابيع الحيّة، كان مثالا لنا في الوداعة والتسامح وعمق التفكير، كان يقودنا للصلاة بين أروقة الكنائس والأديار، كنا شبابا وشابات مع مجالس الطفولة نتحلق حوله طالبين البركة والمعونة والصلاة والصبر والرجاء من فيض ما عنده ومن أبوّة كاملة شعرنا بها في كل لقاءاتنا. باستقامة الأمور في شعبنا وزادنا قداسة وتعليما وحبّا للآخر.
أما بالنسبة للعمل في ترتيب المؤسسات المبعثرة كانت هنا وهناك في قرانا وأبرشيتنا فلقد نالت نصيبها من العمران والتنظيم حسب ما شهد الاخوة المرافقين له في تلك الفترة وشهادتهم حق.
هذا ولقد دشّن في الثمانينات قاعة الكنيسة عندنا بكل همّة ونشاط وكنّا نشهد تماما كيف يعمل ويتصرف بحكمة وبكل ” لياقة وترتيب” لتبقى الكنيسة عروسا ممجدة ” لا عيب فيها ولا دنس”.
وأخيرا أعتذر للقرّاء الكرام إذ أنّني لم أستطع أن أدوّن كل شيء بل كتبت هذا لا للذكرى فحسب بل لاستقامة الأمور ولنتعظّ دائما لنبني مستقبلا أبهى وأفضل.
فهنيئا لك يا سيدي قول السيد الرب ” كنت أمينا على القليل فسأقيمك على الكثير، أدخل الى فرح ربّك مسرورا”.