يوم السبت في ٦ اذار ٢٠١٠ إلتقى نحو سبعين جامعياً من مركز طرابلس في دير مار يوحنا بشمزين من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً.
هَدفَ هذا الاجتماع إلى لقاء الشباب براعيهم سيادة المطران افرام كرياكوس راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما حول موضوع “الإلتزام والتكريس في الكنيسة”، وتفعيل التنسيق والأنشطة في حياة أسرة الجامعيين في المركز.
أفتتح اللقاء بالصلاة، وبعد الفطور توزّع المشاركون إلى ستة مجموعات حيث بحثت كلّ منها مقالتين. الأولى بعنوان “الطالب في الدعوة الحركية” للأخ كوستي بندلي، والثانية بعنوان “إرث يستحق أن نعمل لأجله” للاب إيليا متري.
تمحورت المقالتان حول معاني الدعوة الحركية وآفاقها وحثّ الشباب إلى العمل الجدي للحفاظ على الإرث الذي تسلّموه. وقد خلصت المجموعات الى عدد من التساؤلات التي طُرحت على سيادة المتروبوليت أفرام في جلسة عامّة.
تحدث سيادته أولاً عن لفظة فرنسية تضف الى معاني الإلتزام الكنسي بُعداً عميقًا وهي “Engagement”، موضحاً أن هذه الكلمة تعبّر عن إرتباط عميق بين الشخص والكنيسة يشبه العلاقة الزوجية. وأكّد على سمتين لا بد من تحلّي الشخص بهما كيّ يستطيع أن يكرس نفسه لخدمة الكلمة: أن يكون عارفاً بتعاليم كنيسته وتراثها وتكون مشاركته في الخدم الكنسية جدية وعميقة بعيدة عن السطحية، وأن تحرّكه اللهفة والعشق ليسوع المسيح ولكلمته في الإنجيل، فيستطيع هذا الانسان، وهو في العالم، أن يترك كل شيء ويتبع من يميل إليه قلبه. وأضاف “عندما يُعطى القلب لله تتحول حياة الانسان جذرياً، ويصبح لمختلف أوجه الحياة من دراسة أو عمل أو عائلة … طعماً أخر”.
وحذر صاحب السيادة الشباب من الوقوع في أحد النقيضين: الأول، إهمال الانسان الآخر بسبب اعتبار الله هو كلّ شيء، والثاني إهمال الله بسبب اعتبار الانسان هو كلّ شيء.
وذكّر، في هذا السياق، أن العقيدة الأرثوذكسية تركّز على أن المسيح إله وانسان، وعلينا أن نهتم بالله وبالانسان معاً وأن لا نهمل أحدهما.
وفي إطار الاجابة عن ضُعف الرعاية وأسبابها، حثّ سيادته الشباب الجامعيّ على الانخراط في الرعاية والخدمة سائلاً “من أين نأتي بالرعاة ؟ إذا كنّا نعاني، في هذا العصر، من مشكلة كبيرة هي أن أغلب المتعلمين والحاصلين على الشهادات العالية لا يتقدمون للخدمة الكهنوتية أو الرعاية”.
وأنهى سيادته الحديث بدعوة كلّ شاب الى التفكير، عميقاً، في ما يمكنه أن يفعل ليساهم في تخطي الكنيسة لهذه الصعوبات.
بعد الجلسة العامّة أُتخّذت الصورة التذكارية مع صاحب السيادة واجتمع كل فريق ليقترح ما يراه من لقاءات ونشاطات على الأسرة أن تقوم بها خلال الفترة المتبقية من هذه السنة.
ثمّ تبارى أربع فرق ضمن لعبة ثقافية تحتوي على اسئلة علمية، أدبية وايمانية.