يُظنّ أنّه أبصر النور في أورشليم في حدود العام 315 م. سيم كاهناً بيد القدّيس مكاريوس، أسقف أورشليم، الذي أوكل إليه مهمة إعداد الموعوظين للمعمودية. وسامه أكاكيوس أسقف قيصرية الآريوسي، خلفاً لأسقف أورشليم الذي توفي.
وبعث مجمع القسطنطينية الأول إلى البابا داماس وأساقفة الغرب رسالة يعترفون بها أن كيرللس هو الذي انتخب وفق القوانين الكنسية وأنه هو الذي جاهد الجهاد الحسن ضد الآريوسيين في أوقات وأماكن مختلفة.
وعندما بانت للملأ واضحة أرثوذكسية كيرللس ، سعى أكاكيوس للتضييق عليه والسعي إلى نفيه. وسرت قصة تفيد أن امرأة كانت ترقص في الشوارع وعليها أردية كنسية, وبعد التحقيق ادّعى التاجر أنّ الأسقف سلّمه إياها برسم البيع. لكن الذي جرى هو أنّ المجاعة التي حلّت بأورشليم دفعت الفقراء إلى طلب العون من كيرللس ، فلما نَفَد ما كان عنده ولم تنحلّ المجاعة أخذ يبيع أواني كنسيّة ويشتري بثمنها قمحاً لإطعام الجياع . ونجح أكاكيوس في إيهام الأمبراطور بأن كيرللس فرّط بأردية سبق للقدّيس الأمبراطور قسطنطين الكبير أن قدّمها لمكاريوس الأورشليمي، وانتهت الهدية إلى امرأة ظهرت في أماكن التسلية. فأمر الأمبراطولار بسجن كيرللس.
ويظهر أن الآريوسيين نجحوا ثلاثا في إبعاد كيرللس عن كرسّيه بدءا من العام 357 م. آخره كان زمن الأمبراطور فالنس، المناصر للآريوسية، وقد طال أحد عشر عاما. بُعَيد وفاة فالنس، استلم ثيودوسيوس دفّة الحكم, نَعِم كيرللس بالسلام والاستقرار في شغل أسقفيته ورعاية شعبه. رقد بسلام الرب في 18 آذار .
الطروبارية
لقد أظهرتك أفعال الحقِّ لرعيتك قانونًا للإيمان وصورة للوداعة ومعلّمًا للإمساك أيّها الأب رئيس الكهنة كيرللس لأجل ذلك أحرزت بالتواضع الرفعة وبالمسكنة الغنى فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.