معنى القبر الفارغ

mjoa Wednesday March 24, 2010 235

myrrh

القبر الفارغ حقيقة تاريخيّة وهي عرضة لتفسيرات مختلفة. القبر الفارغ يشير إلى القيامة ويؤكّد أن جسد المخلّص لم يكن عرضة للفساد بل تجلّى وتمجّد. أمّا الحجر المدحرج عن باب القبر فيشير إلى غياب أي فاصل بين يسوع والأحياء، بينما الملاك الجالس على باب القبر فهو علامة انتصار الحياة على الموت. وأخيراً غدا الرسل والتلاميذ، الذي ظهر لهم المخلّص وتعرّفوا عليه، شهوداً على قيامته بحياتهم وموتهم. فهم براهين حيّة لقيامته.

يبقى القبر علامة للمؤمن. ولكن أحياناً ما أدّى التشديد على استعمال موضوع القبر الفارغ لغايات دفاعية إلى هذه العبارة المقلوبة: “القبر فارغ، إذن قام يسوع”. أمّا العبارة الصحيحة فهي: “لقد قام الربّ (هذه هي البشارة)، والعلامة هي أنّ القبر فارغ”. لكن العلامة لا تكون بليغة إلاّ لمن تقبّل أوّلاً كلمة الله. وقد أثار هذا الوحي اضطراب النسوة. جئْنَ ليضعن حدّاً نهائياً لحياة يسوع، فلقينَ الله الذي قلب مساعيهنّ وحوّل إلى بداية ما كُنَّ يظنُّونه خاتمة. في القبر المفتوح الفارغ، بدأ شيء جديد. وبقيامة يسوع، بلغ الزمن اليهوديّ أجلَهُ، وانتهى سلطان الموت ونشأت المسيحيّة في ما أوحاه ملاك الله: “فلقد قام يسوع الناصري المصلوب”.
لقد ظهر واقع جديد. النساء اشترين أطياباً ليطيبن يسوع وأخذن يبحثن عن جثة يُرِدنَ تخليد وجودها. وجئنَ يُثبتنَ وفاة يسوع ويقررنها نهائيّاً. الحجر المدحرج هو أول ثغرة في منطق الموت، فليس القبر مفتوحاً فحسب، بل هو فارغ. جئن يبحثن عن جثّة (للمحافظة عليها) فلاقين رسولاً كشف لهنّ بشرى غريبة “أنه قد قام”. وما هو جواب المؤمن على الحدث؟ هذا سؤال يجيب عليه الإنسان بالنسبة إلى إيمانه بالقيامة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share